أكد مسؤولون وسكان أن متمردي الطوارق يسعون إلى فرض سيطرتهم على شمال مالي من خلال اصدار جوازات مرور أمنية للمنطقة، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه توحيد البلاد قبل انتخابات مرتقبة. ويسلّم متمردون ينتمون للحركة الوطنية لتحرير أزواد وثائق أمنية تحمل ختم «جمهورية أزواد» التي أعلنوها العام الماضي، لسائقي المركبات في كيدال معقلهم الشمالي وفي محيطها. وأعاد المتمردون الطوارق احتلال البلدة الشمالية المعزولة في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد فرار المتمردين الاسلاميين الذين كانوا يسيطرون عليها بسبب هجوم شنته قوات فرنسية. وفي مؤشر على ظهور سلطة موازية يقودها الطوارق في المنطقة، قال سكان في كيدال أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تصدر أوراقاً للسائقين عن وزارة الأمن الداخلي التابعة لها وعليها ختم «دولة أزواد: وحدة. حرية. أمن»، وتتضمن نوع المركبة واسم مالكها ورقم هاتفه وعنوانه. وفي الكاميرون، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رغبة بلاده في تسليم زمام الأمور العسكرية في مالي إلى الأممالمتحدة في نيسان (ابريل) المقبل، مشدداً على أن بلاده «لا تعتزم البقاء في مالي الى الأبد». وخلال لقائه الجالية الفرنسية في ياوندي، قال فابيوس إن «الوسائل مستنفرة» للعثور على العائلة الفرنسية المؤلفة من سبعة أشخاص والتي خطفها مسلحون على علاقة بجماعة «بوكو حرام» النيجيرية من شمال الكاميرون في 19 شباط (فبراير) الماضي. وزاد: «نأمل بأن نعثر عليهم بسرعة وأحياء. وسائل فرنسا والدول المعنية مستنفرة لهذا الغرض». الكونغو أعلنت مصادر أمس إن عناصر كونغولية موالية للزعيم المتمرد بوسكو نتاجاندا فرت إلى رواندا المجاورة، أو استسلمت لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعد هزيمتها على يد فصيل متمرد منافس. وأوضح فياني كازاراما الناطق باسم المتمردين أن مقاتلي «حركة 23 مارس» المتمردة الموالين لسلطاني ماكينجا سيطروا على بلدة كيبومبا (30 كلم شمال جوما) التي تتمتع بأهمية استراتيجية أمس. وأضاف أن نتاجاندا وحوالى 200 مقاتل فروا إلى غابات مجاورة بينما توجه آخرون إلى رواندا. وقال: «نمشّط المنطقة وننشر جنودنا عند نقاط استراتيجية». وقال الناطق باسم جيش رواندا البريغادير جنرال جوزيف نزابامويتا، إن مقاتلين دخلوا بلاده من شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية ولكنه لم يستطع تأكيد هوياتهم. وزاد: «هناك مقاتلون عبروا الحدود. الوضع ضبابي للغاية». وأكد مصدر من الأممالمتحدة إن عشرات من مقاتلي «حركة 23 مارس» الموالين لنتاجاندا المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامات بإرتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، استسلموا لقوات حفظ السلام.