بعد خسارة غالبية مرشحي جماعة «الإخوان المسلمين» في انتخابات الاتحادات الطالبية، أكدت نتيجة انتخابات نقابة الصحافيين في مصر تراجع شعبية الجماعة، إذ فاز بمقعد النقيب وعضوية مجلس النقابة صحافيون معروفون بمعارضتهم الشديدة للجماعة، وخسر كل الصحافيين القريبين من «الإخوان». وفاز مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الصحافي ضياء رشوان بمقعد النقيب بعد حصوله على 1280 صوتاً بفارق 265 صوتاً عن أبرز منافسيه مدير تحرير صحيفة «الأهرام» عبدالمحسن سلامة الذي كان مدعوماً من «الإخوان» كما نقيب الصحافيين السابق رئيس مجلس إدارة «الأهرام» ممدوح الولي. ورشوان النقيب الرقم 19 معروف بمواقفه المعارضة للجماعة وقربه من المؤسسة العسكرية ودأب أخيراً على شن هجوم ضار على سياسات الحكم وقاد حملة التشكيك في نتائج انتخابات الرئاسة التي أعلنتها حملة ترشيح الرئيس محمد مرسي قبل أن تُعلن اللجنة العليا للانتخابات فوز مرسي رسمياً. أما مجلس النقابة، فخلا من «الإخوان» باستثناء الصحافي محمد عبدالقدوس الذي لم يخض الانتخابات، أو أي من مناصريهم، وبدا أقرب إلى معارضة سياسات الجماعة باختيار صحافيين من أشد مهاجميها. ووفقاً لقانون جديد لانتخابات النقابة، جرت انتخابات للتجديد النصفي لأعضاء المجلس المكون من 12 عضواً، تم إقصاء نصفهم عبر قرعة بين أعضاء المجلس كلهم. واستمر عبدالقدوس وخالد ميري وهشام يونس وعبير سعدي وعلاء العطار وجمال فهمي في عضوية المجلس وفقاً للقرعة، فيما احتفظ كارم محمود وأسامة داوود وجمال عبدالرحيم بمقاعدهم بعدما حازوا ثقة الجمعية العمومية للصحافيين، وثلاثتهم من معارضي «الإخوان». وفاز علاء ثابت وخالد البلشي وحنان فكري بالمقاعد الثلاثة الأخرى في التجديد النصفي للمجلس. والبلشي يساري من أشد معارضي «الإخوان»، وفكري أول صحافية قبطية تفوز بمقعد في مجلس النقابة منذ نحو عقد. وتجنبت جماعة «الإخوان» الدفع بمرشحين من أعضائها في انتخابات النقابة بعدما خسرت غالبية مرشحيها في الانتخابات السابقة، وفضلت تأييد قائمة من الصحافيين خسروا جميعاً، ما يشير إلى فقد الجماعة نفوذها داخل النقابة. وبعدما أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات النتيجة مساء أول من أمس، تعالت هتافات الصحافيين: «يسقط يسقط حكم المرشد». وقال نقيب الصحافيين الجديد ل «الحياة» تعليقاً على القول بأن فوزه هو خسارة ل «الإخوان» بالأساس: «كل من يرى تحليلاً معيناً في هذه النتيجة أحفظ له حقه، لكن الانتخابات لم تكن على أساس سياسي... أرى أن الانتخابات أجريت على أسس الحرية والاستقلال، وإذا قرأ البعض أن الحرية والاستقلال مبادئ تناهضها جماعة الإخوان، فهذا رأيهم». وعن علاقة النقابة بالسلطة في الفترة المقبلة، قال رشوان: «لا شيء يربط النقابة بالسلطة التنفيذية، فلا علاقة لنا لا برئيس الدولة ولا رئيس الحكومة. نرتبط فقط بالسلطة التشريعية التي سنقدم لها مشاريع قوانين خاصة بالنقابة، وسنتفاوض لإقرارها، وإذا رأينا أن هناك طرفاً ضد مصالح الصحافيين سنضغط عليه». وأضاف: «في سعينا إلى الاستقلال المالي سنخاطب البرلمان بالأساس، لأن موازنة النقابة جزء من الموازنة العامة للدولة التي يقرها البرلمان». واعتبر وكيل النقابة جمال فهمي أن نتيجة الانتخابات «دليل على رفض الفاشية». وقال ل «الحياة» إن النتيجة «دالة على تراجع شعبية الإخوان، وهو ما ظهر أيضاً في انتخابات الجامعات». وهنأت غالبية القوى السياسية، بما فيها حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، النقيب الجديد وأعضاء المجلس الجدد. وتحدث غالبية الأعضاء الجدد عن أن مجابهة التشريعات المقيدة لحرية الصحافيين ستكون على رأس أولوياتهم، إضافة إلى «نيل حقوق شهداء الصحافة خصوصاً وشهداء الوطن عموماً».