تُجرى انتخابات نقابة الصحافيين في مصر غداً بين 7 مرشحين أبرزهم النقيب الحالي مكرم محمد أحمد القريب من دوائر صنع القرار في مصر والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور ضياء رشوان الذي يحسبه مراقبون على جماعة «الإخوان المسلمين»، ما جعل مراقبين يرون في هذه الانتخابات «ساحة خلفية» للصراع بين الحكومة والجماعة. وأشعلت مشاريع خدمية كبرى ينتظرها الصحافيون منذ شهور وأعلن عنها مكرم محمد أحمد قبل الانتخابات بأيام، الجدل حول دعم حكومي لمرشح بعينه. لكن مكرم محمد أحمد لا يرى في انتخابات نقيب الصحافيين «صراعاً صريحاً» بين الدولة وجماعة «الإخوان»، ويقول ل «الحياة»: «إن مجلس النقابة الحالي يضم ثلاثة من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة لا تصيغ الملامح الرئيسية للمعركة الانتخابية»، موضحاً أنه «ليس حكومياً إلى الحد الذي يمكن معه القول إنني مرشح الحزب الوطني مثلاً». ولا ينفي مكرم محمد أحمد وجود تداخل في المواقف بين الدولة وجماعة «الإخوان» في ما يخص انتخاب نقيب للصحافيين، مضيفاً: «الإخوان قطعاً يدعمون ضياء رشوان وهو قريب منهم في شكل كبير وأفصحوا علانية عن مساندتهم له بقوة ... في السابق كانوا يدعمون مرشحاً من دون الإعلان، لكن هذا لا يبرر القول بأن الانتخابات صراع بين الحكومة والإخوان، وإن كان هذا الصراع حاضراً فيها إلا أن النقابة قومية وليست ملكاً للحكومة أو الإخوان». ويرد ضياء رشوان بأنه يخوض هذه الانتخابات بمفهوم نقابي وليس سياسياً. ويقول ل «الحياة»: «إن نقابة الصحافيين كأي نقابة تضم قوى سياسية مختلفة، لكن المعيار أن تُجرى الانتخابات على أساس نقابي لا سياسي على رغم أنني من أصحاب المواقف السياسية، وأرى أن إعلان القوى السياسية سواء الإخوان أو غيرهم عن موقف معين بخصوص مرشح أو آخر غير مفيد وإن كان أي تأييد لي يمثّل إضافة». واضاف: «لا يعني ذلك أنني ضد التسييس لأن نجاح العمل النقابي في الأساس هو عمل سياسي وجزء من مشروع سياسي ... كون الإخوان أو غيرهم أيّدوني فأنا أعتبر هذا التأييد نقابياً وليس سياسياً، لأني محسوب أصلاً على التيار القومي وأقدر جميع القوى السياسية بما في ذلك «الإخوان» وهم جزء من القوى السياسية لا يستهان بهم، لكن التيار القومي له خصومة تاريخية مع الإخوان». وأوضح رشوان أن صحافيين من قوى سياسية مختلفة بما فيها الحزب الوطني الحاكم تؤيده، مشيراً إلى أنه يعتبر صحافيين من الحزب الحاكم من أركان حملته الانتخابية. ويسود الوسط الصحافي اعتقاد أن الدولة تدعم مكرم محمد أحمد وأن أكبر دليل على ذلك إعلان مكرم قبل أيام من الانتخابات عن دعم الحكومة لمشروع سكني للصحافيين في مدينة 6 أكتوبر هو الأكبر في تاريخ النقابة. لكن مكرم محمد أحمد يرى أن الأمر لا يعدو كونه محاولة منه لإثبات قدرته على تنفيذ برنامجه الانتخابي. ويقول: «تعودنا أن نقتنص حقوقنا من الدولة في كل انتخابات، والقول إن مدينة الصحافيين رشوة يعتبر تجاوزاً لإرادة الصحافيين». وأضاف: «كل انتخابات لا بد أن يكون فيها برامج، ويجب أن تفعل ما يؤكد قدرتك وصدقيتك على تنفيذ برنامجك، والمدينة في برنامجي منذ الدورة الماضية، لكن الإجراءات تطلبت شهوراً لإنهائها، فالمشروع ضخم وأنا لم أختر موعداً ولن أنفق على إنشاء المدينة من أموالي ... لكن على كل مرشح أن يثبت قدرته على تنفيذ برنامجه لإثبات صدقيته أمام الجمعية العمومية قبل انتخابه». غير أن ضياء رشوان يشكك في المشروع. ويقول: «ما يعلنه الأستاذ مكرم محمد أحمد لا وجود له على أرض الواقع ... المشروع غير موجود أصلاً ولم ترصد الحكومة تمويلاً له ورئيس الوزراء أحمد نظيف رفض طلب مكرم محمد أحمد دعم الأرض ... كما أن الحديث عن زيادة بدل التكنولوجيا للصحافيين سيكون سارياً في حال نجاح أي من المرشحين وليس مرتبطاً بنجاح مرشح بعينه». وأضاف رشوان: «أرى أن الدولة محايدة في هذه الانتخابات والمواقف التي تصدر عن رؤساء تحرير بعض المؤسسات القومية ضدي هى اجتهاد شخصي منهم وليست بتوجيهات من الدولة».