ربما أن لولعه الكبير ب«الهوكي والركبي» أسهام في بناء ما يملكه اليوم من قوة بدنية هائلة، لأنه تفرغ لكرة القدم فأفرغ فيها طاقة ألعاب استهوته سابقاً، فلاعب توتنهام غاريث بيل الذي يمني نفسه بأن يكون كريستيانو رونالدو آخر، بدأ في تحويل ذلك الحلم رويداً رويداً إلى حقيقة بعد تخرجه في مدرسة «هيتشورتش» في كارديف الويلزية التي شهدت مولده في منتصف تموز (يوليو) 1989. «بيل أصبح أفضل لاعب خط وسط أيسر في العالم، سيصل لمستوى مذهل في الأعوام القادمة، وأنا أراه لاعباً كاملاً تماماً كرونالدو»، هكذا يصف مدرب نيوكاسل آلان باردو وحدها الحقيقة تلك التي تجبر حتى ألد الخصوم على الاعتراف بقوة الندّ وقيمته. ويستطرد باردو التغني بغاريث: «بيل من القلائل الذين يمتلكون السحر الاستثنائي في كرة القدم، عندما تلعب ضده عليك أن تقف على أصابع قدميك، وتدعو في أوقات الصلاة أن تتفوق عليه». هذا الغزل الرياضي ليس الوحيد الذي طال بيل، إذ سبق وأن شبهه مدرب إنترميلان السابق رافائيل بنيتز ب«الفيراري»، بعدما قص معاناته للصحافيين بعد مباراة فريقه أمام توتنهام، التي أمطر بيل فيها شباك الإنتر بثلاثة أهداف، «عندما نتقدم يأتي بيل من الخلف بسرعة الفضاء، ويتخطى جميع مدافعينا، حينما تقود سيارة فولفو ستكون جيدة وسريعة، لكن عندما تأتي سيارة كالفيراري فستمر من أمامي بسرعة فائقة». بدأ النجم الويلزي مسيرته الكروية مع ساوثهامبتون في سن ال16، كثاني أصغر لاعب يلعب مباراة كاملة في الدوري الإنكليزي بعد جناح أرسنال الحالي ثيو والكوت، ويبدو أن علاقة بيل مع الكرات الثابتة بدأت باكرة، إذ إن أول بصمة له مع فريقه كانت هدفاً من خطأ خارج منطقة الجزاء. وكسر بيل الرقم القياسي بانضمامه للمنتخب بعمر ال18، كأصغر لاعب ويلزي يمثل المنتخب، كما تشهد شباك سلوفاكيا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية أعظم هدفاً في تاريخ بيل الذي دوّن اسمه أصغر لاعب ويلزي يسجل لمنتخب بلاده. يقول عنه مواطنه ونجم مانشستر يوناتيد غيغز الذي يشبهون بطل حكايتنا به كثيراً في بداياته: «أهداف بيل مدهشة، يملك قدم يسارية رائعة، إنه لاعب رائع ومزاجه هادئ وهو اللاعب المنشود لويلز». ويبدو أن قلب بيل المعلق بالنجم البرتغالي كرسيتانو رونالدو قادته لعشق «النادي الملكي»، الذي ألمح في أكثر من مناسبة برغبته في اللعب في صفوفه، مؤكداً أن مدريد سيكون خياره الأول بعد رحيله من لندن. وعلى الرغم من عشق بيل لرونالدو، وتقليده له في مشيته ووقفته.. وحتى في فرحته، إلا أن مدرب منتخب ويلز كريس كولمان لا يتوانى في تشبيه غاريث بأفضل لاعب في العالم في الأعوام الأربع الأخيرة الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ يقول: «بيل يستطيع القيام بالدور ذاته الذي يلعبه ميسي مع برشلونة، أنا أعتبره «ميسي ويلز»... أعتقد أن مقومات بيل ستساعده على الظهور بمستوى أفضل من حين لآخر» ويزيد: «إنه أصبح رجل ويلز الأول، شخصياً مازلت أنتظر منه الكثير ليقدمه».