صورها عن النيازك او تحطم طائرات جالت العالم باسره لكن الروس ينصبون كاميرات صغيرة على زجاج سياراتهم الامامي خصوصا لحماية انفسهم من فساد عناصر الشرطة ووضع الطرقات السيء. في 15 فبراير انفجر نيزك فوق تشيليابينك في منطقة الاورال. في الدقائق التي تلت، بثت مشاهد رائعة لشهب متوهجة في السماء على موقع "يوتيوب" لتشاطر افلام الفيديو. غالبية هذه الافلام التي شاهدها ملايين الاشخاص صورت من داخل سيارات. وفي الايام التالية استمتعت الصحف الروسية برؤية العالم يكتشف شعبية هذه الكاميرات الصغيرة التي تراقب على الدوام وبوضوح كبير طرقات البلاد. فهي تسجل عبور دبابة بشكل مفاجئ لاحد الطرقات او حمولة ابقار تسقط على الطريق او تحطم طائرة تجارية في كانون الاول/ديسمبر في موسكو. هذه المشاهد التي غالبا ما تكون غير معقولة واحيانا مأسوية تنتنشر مثل النار في الهشيم على الانترنت. يقول الموزع المتخصص "يوروست" إن مبيعات هذه الكاميرات الصغيرة التي كانت غائبة كليا قبل سنوات قليلة عن السوق، بلغت حوالى 1,5 مليون وحدة في 2012 اي خمس مرات اكثر من السنة السابقة. ويقول بافيل فلكوف مسؤول قسم الالكترونيات في "يوروست" ساخرا "نظرا الى عدد المرات التي تشاهد فيها هذه الاشرطة والتي قد تصل الى الملايين فان البعض يشتري هذه الكاميرا ليحقق شهرة عابرة". لكن السبب الاول لنجاح هذه الاجهزة الصغيرة المصنعة بغالبيتها في الصين وتباع بسعر يراوح بين 30 و200 يورو، هو "الرغبة بالحصول على دليل في حال حصول خلاف على الطريق". في بلد حيث قيادة السيارة خطرة احيانا بسبب وضع الطرقات السيء او التعامل الاستنسابي مع قانون السير توفر هذه الكاميرات وسيلة لاثبات الحقوق في وجه سلطات لا توحي كثيرا بالثقة. ويوضح سيرغي زايتسيف وهو مسؤول في متجر "امفيديو" للادوات الكهربائية المنزلية "انها وسيلة ليكون المرء مطمئنا واتقاء شر اشخاص يريدون توريطك في حوادث غير صحيحة". ويتابع بابتسامة ساخرة "او في الحالات التي تتجاوز فيها الشرطة حقوقها اذا ما صح التعبير". وبكلام اخر فانها تستخدم للحماية من سائقين اخرين ومن الشرطة التي ينهشها الفساد. الظاهرة منتشرة كثيرا ما جعل بعض النواب يرغبون في منع استخدام هذه "الجواسيس" الرقمية على ما ذكرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس". اليسكي دوزوروف اختبر مرات عدة فعاليتها. فعندما اصطدمت به سيارة عند احد المفارق اتهم دوزوروف المقيم في ضاحية موسكو بانه تجاوز الاشارة الاحمر وهو على دراجته النارية الا انه شاهد فورا الشريط الذي التقطته الكاميرا المعلقة حول عنقه. ويروي هذا النشاط في مجال حقوق السائقين "كان من الواضح اني مررت وكان الضوء اخضر وكنت اتمتع بالاولوية. وقد اعتبر سائق السيارة مسؤولا عن الحادث". ونتيجة لذلك ادخر اكثر من الف يورو على صعيد التصليحات فيما كلفته الكاميرا حوالى مئة يورو فقط. ومرة اخرى اتهمه شرطي سير بانه تجاوز الاشارة الحمراء فعرض عليه ان يريه المشاهد المسجلة...فسمح له هذا الاخير بالمرور. ومن دون التسجيل كان ينبغي عليه ان يدفع المال خفية الى الشرطي وهو امر منتشر جدا في روسيا. ويقول قسطنطين سونين المدير المساعد لكلية الاقتصاد الجديدة في موسكو "لدى الناس الانطباع انه في حال وقوع حادث لن تقدر الشرطة على تحديد من المسؤول وستحاول معاقبة الذي لديه نفوذ سياسي اقل او الذي يدفع رشوة اقل". ويضيف "لذا تجد الناس لا يشترون الكاميرات في اوروبا واميركا".