أطلق «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق أمس، ثمانية أتراك كان يحتجزهم منذ سنتين، ورأى في ذلك خطوة «بحت إنسانية» تثبت رفضه الحرب. ويأتي ذلك في إطار عملية سلام بين الحكومة التركية والزعيم المعتقل ل «الكردستاني» عبدالله أوجلان، لتسوية القضية الكردية. ويُرجّح أن يعلن أوجلان وقفاً للنار في 21 الشهر الجاري، لمناسبة رأس السنة الكردية (النوروز)، وإلقاء السلاح في شكل كامل في آب (أغسطس) المقبل. وكان «الكردستاني» يعتقل منذ 2011، ستة جنود أتراك وضابط شرطة ومسؤولاً محلياً. وجرت مراسم تسليم الثمانية الذين بدوا في وضع صحي جيد وكانوا يرتدون ملابس نظيفة، في قرية عراقية كردية شرق قضاء العمادية على الحدود العراقية - التركية. وسُلِّم المحتجزون إلى وفد ضمّ نواباً من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، وأتراكاً مدافعين عن حقوق الإنسان، قبل نقلهم الى تركيا. وقال باور ديرسيم، وهو قيادي في الجناح العسكري ل «الكردستاني»: «استجابة لدعوة رئيسنا عبدالله أوجلان، سلّمنا ثمانية أسرى إلى الوفد التركي. طيلة فترة بقائهم (الأسرى) معنا، تعاملنا معهم في شكل جيد ووفق الاتفاقيات الدولية في التعامل مع الأسرى». وأضاف: «لا نريد الإتجار في هذه القضية أو تحقيق مكاسب سياسية، بل هي مبادرة بحت إنسانية. هذه العملية تثبت أننا لا نريد حرباً. الكرة الآن في ملعب تركيا، وعليها أن تظهر حسن نية في تطوير عملية السلام». وأكد عادل كرد، النائب من «حزب السلام والديموقراطية» وعضو الوفد إلى شمال العراق، أن «عملية التسليم أُجريت بلا قيد أو شرط»، مضيفاً: «نأمل بأن يفتح إطلاقهم مسار تسوية سلمية للقضية الكردية. يجب إنهاء القتال والعيش مثل أخوة. على الحكومة التركية تنفيذ خطوة في اتجاه السلام». أما النائب من الحزب حسام الدين زندرلي أوغلو الذي كان ضمن الوفد، فاعتبر أن «عملية السلام لن تتطور في تركيا، إلا بإطلاق زعيمنا أوجلان. نتمنى أن تخطو تركيا هذه الخطوة». في المقابل، أبدى الرئيس التركي عبدالله غل «فرحه» بعودة مواطنيه الأسرى «سالمين»، وزاد: «إذا توقف العنف و(استخدام) السلاح، يكون اكثر سهولة الانتقال من سياسات الأمن إلى سياسات الإصلاح. نعيش في فترة حساسة، وعلى الجميع أن يدرك قيمة ما أُنجز، وآمل بأن تكون النتائج طيبة».