كشف زعيم حزب «السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش أن الاستخبارات التركية سلمته رسالة أولى من زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، تتعلق بخريطة سلام لحل القضية الكردية ونزع سلاح الحزب. وقال: «سيناقش الحزب الرسالة ويستشير الأطراف المعنيين، وقد يزور وفد من نوابه جزيرة إمرلي للقاء أوجلان». وأكدت مصادر في الحزب الكردي أن أوجلان أظهر، خلال لقائه وفد النواب الأكراد السبت الماضي، «جدية وحزم» في إيجاد حل سلمي للقضية الكردية، مشدداً على أن قراره نزع سلاح الحزب «استراتيجي وليس تكتيكياً». وأشارت إلى أن رسالة الزعيم المعتقل ركزت على نقطتين سياسيتين، الأولى، رفع أنقرة تحفظاتها عن قانون الإدارة المحلي الذي يؤيده الاتحاد الأوروبي ويعطي الإدارات المحلية مزيداً من الحرية، والثانية إجراء تعديل دستوري في شأن تعريف المواطنة في الدستور لا يشير إلى أي عرق أو ديانة أو مذهب، ما يكفل المساواة بين المواطنين. وتقترح خطة أوجلان التي تتضمنها 20 صفحة تجاوب الجناح العسكري في حزبه أولاً مع مبادرته، والرد عليها إيجاباً بإعلان وقف النار وسحب مسلحيه من تركيا خلال عيد «النوروز» (رأس السنة المحلية) في 21 آذار (مارس) المقبل. وستخصص الفترة التي تسبق هذا التاريخ لتبادل رسائل وأفكار بين أوجلان وقيادات الحزب العسكرية وكذلك القيادات السياسية في أوروبا. ويأمل أوجلان بأن تسير الأمور على ما يرام، تمهيداً لمخاطبته الاكراد في عيد «النوروز» من أجل إعلان انتهاء مرحلة الكفاح المسلح. وتلحظ المرحلة الثانية من الخطة تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة التعديلات الدستورية المطلوبة، ولجنة أخرى من مؤسسات المجتمع المدني حول مسار الحل، وتقديم اقتراحات أو اعتراضات إلى اللجنة البرلمانية من أجل أخذها في الاعتبار. أما المرحلة الثالثة فتتضمن تطبيق ما يجري الاتفاق عليه. وقد أطلق أوجلان عليها تسمية «مرحلة التطبيع» التي ستشهد ممارسة الأكراد حقوقهم وفق التعديلات الدستورية الجديدة، والإفساح في المجال أمام استيعاب مسلحي الحزب الذين «لم تتلطخ أيديهم بالدم». بدوره، دافع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن خطة السلام الكردية والاتهامات التي وجهتها إليه المعارضة بالخضوع لمطالب أوجلان والتفاوض مع حزبه. وقال: «حزبنا مستعد لتجرع السم إذا كان ذلك ثمن وقف نزيف الدم. نملك مشاعر قومية أقوى وأعلى من باقي الأحزاب التي تفسر القومية على مزاجها، وتخلط بينها وبين التطرف العرقي». في هذا السياق، أفادت صحيفة «طرف» اليسارية بأن «حزب العمال الكردستاني سيُفرج عن 16 رهينة محتجزين لديه منذ شهور، وأنه ينتظر في المقابل الإفراج عن سياسيين أكراد مسجونين بتهمة الانتماء إلى الحزب الكردستاني. في المقابل، نشرت صحف أخرى مقالات لمراقبين أتراك قالوا إن «الشارع الكردي في جنوب شرقي تركيا أصيب بالدهشة والحيرة من موقف أوجلان المفاجئ وغير المبرر، وإن التفاؤل بعيد جداً من أجواء المدن ذات الغالبية الكردية».