أزالت سلطات السجون الإسرائيلية امس الأصفاد من قدمي الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي بعد دخوله مرحلة الضوء الأحمر من الخطر نتيجة توقفه عن تناول الماء والمحاليل الغذائية. وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس الذي زار الأسير العيساوي المضرب عن الطعام منذ الأول من آب (اغسطس) الماضي، إن السلطات أزالت الأصفاد من أطرافه، وتوقف السجانون عن أشكال المضايقات الاخرى. واضاف: «لجأت السلطات إلى هذا الموقف بعد أن أوضح طاقم الأطباء في المستشفى أن سامر دخل في المربع الأحمر، خصوصاً بعد أن ظهرت علامات تدلل على وجود ضعف في عمل عضلة القلب، وكذلك عدم قدرته على إخراج السوائل من جسده، موضحين أن سامر يواجه في هذه الحال خطر الموت أو الدخول في غيبوبة». ونقل عن سامر قوله: «أنا لم أتوقف عن الماء حباً في الموت بل حباً للحياة، الحياة التي يجب أعيشها بكرامة وحرية». من جهة ثانية، قالت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إن الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق بالغ أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام. وأضافت في رسالة بعثتها إلى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات رداً على رسالته المؤرخة في 18 شباط (فبراير) الماضي عن أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام: «نتابع أوضاعهم الصحية المتدهورة، ونشعر بقلق بالغ لعدم وجود حل شامل لأوضاعهم». وأوضحت في رسالتها أنها أجرت شخصياً اتصالات بهذا الخصوص مع المسؤولين الإسرائيليين على أعلى المستويات، وأن دول الاتحاد الأوروبي تتمسك بالقانون الدولي، وترفض الاعتقالات الإدارية وأي اعتقال وفقاً لملفات سرية أو من دون اتهامات ومحاكم. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي بمؤسساته كافة، بما في ذلك المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، سيتابعون قضايا الأسرى الفلسطينيين مع الجهات الإسرائيلية المعنية. الى ذلك، هدد الأسير سامر البرق الذي فك إضرابه عن الطعام بعد الاتفاق على إبعاده إلى مصر، بالعودة مجدداً للإضراب ما لم يتم اطلاقه وعودته إلى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وأعلن وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة زياد أبو عين أن عملية ابعاد البرق «لا تزال عالقة حتى الآن بين إسرائيل ومصر. واضاف ان المسؤولين المصريين أبلغوه أنهم أبلغوا اسرائيل «بجهوزيتهم لاستلام البرق، وإن إسرائيل لم ترد حتى الآن». وتابع في تصريحات أمس أن البرق كان ينوي التوجه إلى مصر ومن ثم إلى باكستان، خصوصاً أن زوجته باكستانية. وكانت سلطات الاحتلال وافقت على إطلاق البرق مقابل إبعاده إلى مصر لتلقي العلاج اللازم في مصر ثم إلى باكستان للاستقرار فيها. وأنهى البرق اخيراً إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 125 يوماً كان شرع فيه في 22 أيار (مايو) الماضي للمطالبة بإنهاء اعتقاله الإداري واطلاقه نظراً لانعدام أسباب تجيز مصادرة حريته. في هذه الأثناء، حذر نادي الأسير أمس من خطورة الوضع الصحي للأسير محمد التاج. وأعلن محامي النادي يوسف متيا بعدما زاره في عيادة «سجن الرملة»، أن حياة التاج «معرضة للخطر، خصوصاً أنه بحاجة إلى زرع رئتين بعد تلفها». وقال متيا إن التاج المعتقل منذ عام 2003 والمحكوم عليه بالسجن 14 عاماً ونصف العام «يتنفس بواسطة جهاز أوكسيجين طوال 24 ساعة لكون الأكسجين ينقص في الجسم في شكل سريع». وأوضح أن وضع التاج الصحي يتراجع في شكل مقلق للغاية، ولا يزال ينتظر موقف الأطباء في خصوص إجراء العملية الجراحية، خصوصاً أنه تم إبلاغه سابقاً أن هذا النوع من العمليات لا يتم داخل السجن. وكانت الفحوص الطبية التي أخضع لها التاج، أظهرت أن هناك جروحاً حادة في الرئتين في وقت تغلق الدماء مجرى الشرايين، وهو بحاجة لزرع رئتين في شكل عاجل.