قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أربعة أسرى فلسطينيين سيلقون حتفهم نتيجة إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو أربعة أشهر. وعبرت في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أمس عن «قلقها العميق إزاء تدهور صحة ثلاثة محتجزين (أسرى) فلسطينيين مضربين عن الطعام» في سجون الاحتلال. وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة خوان بيدرو شايرر إن «هؤلاء الأشخاص سيلقون حتفهم ما لم تجد سلطات الاحتجاز حلاً فورياً». وأضاف أنه «يجب أن يراعي أي حل يتم إيجاده الحق الذي يملكه المحتجز، بموجب القرارات التي اعتمدتها الجمعية الطبية العالمية، في الاختيار بحرية إن كان يوافق على تغذيته، أو على تلقي العلاج الطبي». وشدد على أن «من الضروري احترام خياره (الأسير) وصون كرامته». وأشار الصليب الأحمر إلى أنه منذ أن شرع الأسرى الفلسطينيون في الإضراب عن الطعام قبل شهور طويلة «يزور مندوبو اللجنة الدولية وأفراد الفريق الطبي التابع لها المحتجزين باستمرار، ويراقبون حالتهم الصحية وطريقة معاملتهم ... وحافظت على اتصال بأسرهم وتنقل إليها سلاماتهم». وتلتزم اللجنة الدولية عادة قواعد السرية المطلقة في اتصالاتها وتعاملاتها مع السلطات الحاكمة في كل العالم، وعدم الكشف عما تقوم به خلال زياراتها للسجون الاسرائيلية، ولا تصدر بيانات أو تعليقات صحافية إلا في حالت نادرة أو خطرة. لذلك يعطي البيان مؤشراً إلى أن اللجنة فقدت الأمل في تغيير موقف الحكومة الإسرائيلية من خلال أساليب السرية والحوار خلف أبواب مغلقة وإقناعها في إطلاق الأسرى الأربعة المضربين عن الطعام. كما يعطي البيان مؤشراً آخر على أن اللجنة تستشعر خطراً جدياً على حياة الأسرى سامر البرق من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المضرب عن الطعام منذ 22 أيار (مايو) الماضي، وحسن الصفدي من مدينة نابلس شمال الضفة المضرب عن الطعام منذ 21 حزيران (يونيو) الماضي احتجاجاً على اعتقالهما الإداري، وأيمن الشراونة من مدينة الخليل جنوب الضفة المضرب عن الطعام منذ الأول من تموز (يوليو) الماضي، وسامر العيساوي من مدينة القدسالمحتلة المضرب عن الطعام منذ الأول من آب (أغسطس) احتجاجاً على إعادة اعتقالهما كأسيرين محررين في «صفقة شاليت». من جهتها، قالت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين إنها تنظر «بخطورة بالغة جداً وغير مسبوقة لأوضاع الأسرى الأربعة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال». وتعقيباً على بيان الصليب الأحمر، شددت «واعد» على أنه على رغم أن البيان «جاء متأخراً، إلا أنه لا يعفي المؤسسة الدولية من مسؤولياتها تجاه هؤلاء الأسرى». واعتبرت أن من الواجب على اللجنة الدولية أن «تقوم بدور ضاغط أقوى على الاحتلال الصهيوني وقوات سجونه لإنهاء الاعتقال التعسفي في حقهم (الأسرى) في ظل التدهور الخطير في وضعهم الصحي، وأن تتابع الأمر مع الجهات الدولية المعنية والمسؤولة». ودعت «واعد» جماهير الشعب الفلسطيني إلى «المساهمة القوية والفاعلة في إنهاء معاناة هؤلاء الأسرى وعدم تركهم وحدهم في ساحة المعركة، وليس أقل من هبة شعبية عارمة لإعادة الاعتبار لقضية الأسرى التي تعاني تقصيراً واضحاً من الكل الفلسطيني.