عرضت فرنسا وألمانيا نشر طائرات من دون طيار لمراقبة خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما لا يزال يُسمع دوي نيران ثقيلة قرب مطار مدينة دونيتسك، أبرز محور للحرب بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. وأعلن الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسنكو مقتل جندي وجرح 13 آخرين في الساعات ال 24 الأخيرة، مشيراً إلى صدّ الجيش ليلاً محاولة جديدة للاستيلاء على المطار، علماً أن 80 عسكرياً ومدنياً قتلوا في معارك تلت إبرام الهدنة «النظرية» في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال مارتن شيفر، الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية: «سنقدم الاقتراح خلال ساعات أو أيام، ولكن لا بدّ من حل بعض المسائل السياسية والقانونية قبل إرسال جنود ألمان وفرنسيين وآخرين للمشاركة في مهمات بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية». ترافق ذلك مع تسلم مراقبي المنظمة الأوروبية أول طائرتين من دون طيار من طراز «كامكوبتر أس-100» من شركة «شييبل» النمسوية، علماً أنها تنتظر تلقي 4 طائرات منها للتحليق فوق الحدود الروسية الأوكرانية، وفوق مناطق النزاع التي تشهد وفق كييف والغرب نقل مساعدات روسية للانفصاليين تشمل قوات وأسلحة. وتنشر المنظمة الأوروبية منذ آذار (مارس) 80 مراقباً في شرق أوكرانيا، وتأمل بأن تضاعف هذا العدد قريباً. وأفادت صحيفة «بيلد» الألمانية السبت بأن برلين تفكر في إرسال 200 جندي إلى أوكرانيا لضمان أمن بعثة المنظمة. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع نظيره السويسري ديدييه بورخالتر، الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، واتفقا على «ضرورة زيادة قدرات» بعثة المنظمة. أما واشنطن فأوفدت مسؤولة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إلى كييف ل «بحث المساعدة التي يمكن أن تقدمها واشنطن لجهود الإصلاح في أوكرانيا والنزاع في شرق أوكرانيا، ودعم وحدة أراضي البلاد». في بولندا طالب الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي الأمين العام الجديد للحلف الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ بنشر درع صاروخية مضادة للصواريخ لمواجهة التوترات مع روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. وقال شتولتنبرغ أن الحلف يستطيع نشر قواته في أيّ موقع يشاء. واتّفق زعماء الحلف خلال قمّتهم الشهر الماضي على تشكيل قوّة ردّ سريع يمكن إرسالها إلى إحدى مناطق الصراع خلال أيام، ونشر عتاد عسكري وإمدادات في دول شرق أوروبا لاستقبال القوات عند الضرورة، لكنهم رفضوا نداءات من دول أعضاء الحلف في شرق أوروبا، وأحدها بولندا، لنشر آلاف الجنود على أراضيها في شكل دائم، بسبب النفقات وعدم رغبتهم في خرق ميثاق 1997 الذي يلحظ تعهد الحلف لروسيا بعدم نشر قوات قتالية كبيرة في شكل دائم في الشرق. إلى ذلك، أكّد شتولتنبرغ رغبة الحلف في إنشاء علاقات بناءّة مع روسيا، معتبراً أن هذا الأمر لا يتعارض مع توسيع الحلف وجوده في شرق أوروبا. وقال رئيس وزراء النروج السابق: «ينبع هذا من خبرتي السياسية، إذ استطاعت النروج البلد الصغير المجاور لروسيا في أبرد فترات الحرب الباردة أن تتعاون مع روسيا في مسائل الطاقة وأماكن الصيد وترسيم الحدود البحرية». وجمّد الحلف كل مجالات التعاون العملي مع روسيا في نيسان (أبريل) احتجاجاً على ضمّها القرم، لكنه أكد أنه لن يتدخل عسكرياً في أوكرانيا التي لا تنتمي إلى كتلته. وخلال تولّيه رئاسة وزراء النروج، تفاوض شتولتنبرغ مع روسيا عام 2010 على اتفاق أنهى نزاعاً امتد 40 سنة على الحدود البحرية في القطب الشمالي، كما ارتبط بعلاقة صداقة مع الرئيس الروسي حينها ديميتري ميدفديف.