بدأ الحلف الأطلسي مناورات عسكرية ضخمة في لاتفيا، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بالتدخل في النزاع الأوكراني، وانفصاليين موالين لموسكو وميليشيات أوكرانية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بارتكاب جرائم حرب. وكان قادة الحلف أقرّوا خلال قمة في ويلز الجمعة الماضي، تشكيل قوة للتدخل السريع وتكثيف التدريبات العسكرية في شرق أوروبا، رداً على تدخل روسيا في أوكرانيا ولردع أي هجوم قد تشنّه على دول البلطيق الأعضاء في «الأطلسي»، حيث ثمة أقليات ناطقة بالروسية. المناورات العسكرية في لاتفيا، تحاكي إرسال جنود وعتاد من الحلف إلى دولة أخرى في حال أزمة، ويشارك فيها ألفا جندي من 9 دول، كما ستليها تدريبات في ألمانيا والنروج وأوكرانيا وبولندا، لإظهار التزام «الأطلسي» الدفاع عن أعضائه. وقال الجنرال هانز لوثر دومروز، قائد القيادة العسكرية للحلف في هولندا: «نريد طمأنة شعوبنا إلى أننا قادرون على حمايتهم. ونوجّه رسالة واضحة لكل من يريد تهديد الأطلسي، بأن ذلك شيء ليس ممكناً، فالحلف سيدافع دوماً عن شعوبه ويحميهم». وكان الجنرال إد ديفيز، نائب قائد القوات البرية للحلف، اعتبر أن قرار «الأطلسي» تشكيل قوة للتدخل السريع، يشكّل نقطة تحوّل، من خلال إعادة التركيز على الدفاع عن أراضي الدول الأعضاء، بعد أكثر من عقد من العمل في أفغانستان. وأضاف: «يجب أن تكون قوة خفيفة نسبياً، وأن تكون ناجحة وتُبنى على الذكاء وخفّة الحركة والدقة، بدل انتظار حشد قوة عسكرية. إنها قوة خفيفة الحركة ودقيقة وتعتمد في شكل أساسي على المعلومات ويمكن نشرها بسرعة». إلى ذلك، رأى سليل شتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، أن «جميع أطراف النزاع» في أوكرانيا «لم يبالوا بحياة المدنيين وتجاهلوا بطريقة صارخة واجباتهم الدولية». وتلقّت المنظمة من باحثين موجودين على الأرض، معلومات «جديرة بالثقة عن عمليات خطف وضرب قد تكون ارتكبتها كتائب من المتطوعين تدعم الجيش» الأوكراني، وعن عمليات قصف «عشوائية» للقوات الحكومية، إضافة إلى تورّط الانفصاليين ب «انتهاكات صارخة» لحقوق الإنسان. وأشارت المنظمة إلى أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تُظهر «بوضوح أن روسيا تؤجّج النزاع، عبر تدخلها المباشر وأيضاً من خلال دعم تقدّمه للانفصاليين في شرق أوكرانيا». ولفت شتي إلى أن «مشاهد الأقمار الاصطناعية والمعلومات حول أسر جنود روس داخل أوكرانيا وشهادات تتحدث عن جنود وآليات عسكرية روسية عبرت الحدود، لا تترك أي مجال للشك في أن المسألة باتت نزاعاً مسلحاً دولياً».