أصر مستشار تربوي كويتي، على إزالة إعلان عن «عدم وجود أماكن شاغرة للنساء»، من القاعة المخصصة لهن، إثر اكتمال العدد فيها، بعد مرور نصف ساعة من بداية المحاضرة عن «الأسرة الذكية»، المقامة ضمن ملتقى «نرعاك» الخليجي الأول، الذي أسدل الستار على فعالياته، مساء أول من أمس. واتسمت جلسات الحوار في الملتقى الذي اختتمت أعماله في مدينة الخبر، ب «الشفافية والمكاشفة»، بين المحاضرين والمدربين. وطرح الملتقى مواضيع تمس حياة الأسرة في العلاقة بين أفرادها، وتؤثر على استقرارها وأمنها، ما جعل الملتقى، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية، يحظى بتفاعل «كبير» من الحضور والمتحدثين. ولاقت محاضرة المستشار التربوي الكويتي الدكتور إبراهيم الخليفي، التي عنونها ب «أسرة ذكية»، تفاعلاً من قبل الأمهات، فاق تفاعل الآباء، ما دعا الخليفي، لأن يواصل محاضرته على مدار 4 ساعات متصلة من دون توقف، وتجاوز الوقت «المسموح به»؛ استجابة لمطالبة الجمهور، وللرد على أسئلتهم، وأغلقت قاعة المحاضرة التي ضمت نحو 300 رجل وامرأة، نتيجة الحضور «الكثيف»، ما حدا بالمنظمين لإغلاق القسم النسائي الذي اكتمل فيه العدد بعد نصف ساعة من بداية المحاضرة، ما أثار «تذمراً» من النساء اللاتي سعين لحضورها. وأصر الخليفي، على المنظمين بأن يقتطع ورقة علقت على باب القاعة، تفيد باكتمال العدد، و»عدم وجود أماكن شاغرة للنساء»، وعبر المحاضر الكويتي، عن فخره بالسعوديين قائلاً: «إن السعودي أفضل متدرب تعاملت معه في حياتي العملية». إلى ذلك، أكد الباحث في علم الجريمة الأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح، أن «الأسرة سبب في وقوع أكثر الجرائم»، داعياً الآباء إلى «تعلم سبل التعامل مع مشكلات أبنائهم، حتى لا ينزلقوا في عالم الجريمة والانحراف والشذوذ و الإرهاب والفكر الضال»، وقال خلال مشاركته في ملتقى «نرعاك»: «إن التربية الخاطئة تكبد الاقتصاد خسائر كبيرة، بسبب تبعات الانحراف الذي يقع، وأن النسبة الكبرى من الآباء لا يدركون أنهم سبب في وقوع أبنائهم في الانحراف والجريمة، نتيجة تدني الوعي الأمني في المجتمع». واستشهد الرميح، بأحد المتورطين في الإرهاب، الذي «قتل أشخاصاً في أحداث نفذت داخل السعودية، بعد أن تلقى تدريبات في أفغانستان لمدة شهر كامل، من دون علم أهله، الذين كانوا يظنونه في غرفته بملحق البيت، ما يظهر مدى الإهمال لدى بعض الأسر في متابعة أبنائهم». وأكد أن «إعادة إرهابي إلى الحق أصعب من إعادة مجرم إلى الحق؛ لأن المجرم وقع في المنكر بسبب الشهوة، وهو يعلم أنه مخطئ، ولكن الإرهابي يرى أفراد المجتمع مخطئين، وهو على صواب». بدوره، قال مدير مركز «سايتك» الدكتور حسن الأحمدي: «إن الملتقى لقي نجاحاً فاق التوقعات، ما يجعلنا أكثر إصراراً لتلبية رغبة الجمهور الذي طلب بإلحاح أن يستمر الملتقى، معللين طلبهم بالاحتياج الشديد لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تشيع في المجتمع، من دون إدراك لخطورة تأثيرها السلبي على حياتهم»، وبلغ عدد الحضور في فعاليات الملتقى الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى الشرقية، نحو 1300 رجل وامرأة.