التقطت سيدة سعودية في العقد الخامس من عمرها "مايكروفون" الشبكة الصوتية الداخلية في إحدى قاعات ملتقى (نرعاك) الخليجي الأول في سايتك بمدينة الخبر الذي يبحث أمن واستقرار المجتمع من خلال استقرار الأسرة ، قائلة أمام نحو 130 مشاركا ومشاركة في محاضرة للدكتور أيوب الأيوب :"ستتبدل حياتي بعد هذه المحاضرة بإذن الله" ، بعدما تبين لها أن ممارسات كثيرة مما كانت تظن أنها صواب في تعاملها مع زوجها هي في الواقع خلاف للحق ، مما يشير إلى أن الجرعة التدريبية التي قدمها الأيوب حول التجديد في العلاقات الزوجية وأثره على استقرار الأسرة آتت أُكلها. وأظهرت المشاركات في الملتقى الذي ينظمه مركز (سايتك) بالشراكة مع (سبكيم) تفاعلا فاق تفاعل المشاركين من الرجال في المحاضرات الثلاث خلال اليوم الأول ، حيث اتسمت مداخلاتهن بالجرأة من خلال التعبير بوضوح أكبر عن مشكلاتهن مع أزواجهن بغرض الوصول إلى حلول ناجحة تنعكس على حياتهن بنتائج ملموسة ، كما كنّ أكثر طرحا للأسئلة. وساق الأيوب نصائح للحضور وصفها هو بنفسه بأنها جريئة ، ومن بين ما قال مخاطبا النساء اللاتي يحب أزواجهن الرقص:" ارقصن لرجالكم ولا تقلن عيب ولا حرام .. حتى لو رقصتن على أناشيد بلا موسيقى" .. وتوجه للرجال مكررا نصيحته. وزاد في قوله للرجال :"أنصتوا أنصتوا لزوجاتكم ولا تكثروا عليهن بالنصح فينفرن منكم" مشيرا إلى أن المرأة حينما تشتكي هي لا تبحث عن نصائح وإنما فقط تريد أن تتحدث. وبين الأيوب في محاضرته أن المرأة تختلف عن الرجل في تقدير اهتمام زوجها ، مشيرا إلى أن الرجل يقدّر كل فعل تقوم به المرأة بنظرية (الوزن النسبي) أي بمقدار حجمه وقيمته ،ممثلا على كلامه بأن الرجل لا يقدر لزوجته إهداء وردة زهيدة الثمن المادي بتقدير مماثل لو أهدته ساعة تبلغ قيمتها آلاف الريالات ، حيث يقدر الوردة بقدر ثمنها والساعة بقدر ثمنها أيضا . أما المرأة فهي على العكس حيث تتساوى عندها قيمة الوردة لو قدر ثمنها بريال واحد "على سبيل المثال" مع قيمة أي شيء آخر مهما غلا ثمنه حتى لو بلغ مئات الآلاف من الريالات. وكرر مخاطبا الرجال " أكثروا من أبو ريال". وتضاعف حضور ملتقى (نرعاك) الخليجي الأول الذي ينظمه مركز سايتك بالشراكة مع (سبكيم) في اليوم الثاني فيما يتوقع مزيد من إقبال الجمهور اليوم الخميس حيث تختتم فعاليات الملتقى ، وتساوى حضور الرجال والنساء الذين تفاعلوا بشكل ملفت مع المحاضرين مبدين استجابة كبيرة لما طُرح في محاضرات اليوم الأول من قبل المحاضرين ، جاسم المطوع وأيوب الأيوب وميسرة طاهر الذين تناولوا (سبل التعرف على شريك الحياة وأهمية التجديد في العلاقات الزوجية وأسس العلاقات الزوجية الصحيحة). وأوضح الأيوب خلال الملتقى بأن الزواج جهاد للنفس من الطرفين داعيا الأزواج أن يحتسبوا صبرهم ، داعيا ذوي التجارب الزوجية المتميزة والمستقرة المليئة بالحب والاستقرار عدم خشية "العين والحسد" كما هو سائد في المجتمع الخليجي ، مطالبا إياهم بأن يتحدثوا عن تجاربهم مع ذكر السلبيات التي مرّوا بها في حياتهم ، وأن يبذلوا أسباب الوقاية من الحسد بالتّحصّن ، قائلا : "أنا تلقيت مئات النصائح حول عدم ذكر تجاربي العائلية ولكني لست مع تلك النصائح لأني أذكر السلبيات إلى جانب استشهادي بالإيجابيات". مشيرا إلى أنه يمارس الإرشاد الأسري منذ عقدين ولكنه لا يخفي أنه تعارك مع زوجته أم خالد على مدى تسع سنوات في الغربة حينما كان يدرس خارج الوطن العربي بداية حياته ولكنه يدين لها بفضل عظيم حياته . وطالب الأيوب الأجهزة التشريعية في دول الخليج بإيجاد آلية تلزم المقبلين على الزواج بحضور دورات تثقيفية قصيرة لأنها سبب فاعل في تقليل نسب الطلاق. من جانبه قال الدكتور ميسيرة طاهر في محاضرته التي عنونها ب (تعرف على شريك حياتك) إن الرجل يغضب إذا حاولت الزوجة تغييره مطالبا النساء بعدم ارتكاب مثل هذه المحاولات ، مشيرا إلى أن "الاحترام والتقدير" من أهم احتياجات الرجل ، فيما يعد "الحب" أهم احتياجات المرأة من زوجها . وأضاف أن من مثيرات غضب الرجل :"عدم تقدير جهوده ، وإكثار الأسئلة بما يشعره أنه مراقب ، وعدم منحه الثقة، وإذ بالغت المرأة في اهتمامها به إلى الحد الذي يشعره بأنه طفل ، وكثرة اللوم والعتب ، والشكوى الزائدة عن الحد المعقول.وأوضح أن المرأة تغضب إذا فقدت الرعاية و الاهتمام ، وإذا فقدت حقها في إبداء الرأي ، وإذا فقدت الاحترام.