قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني امس انه يأمل بأن تعطي زيارة الرئيس باراك أوباما المقبلة للمنطقة «زخماً حقيقياً» في عملية السلام في الشرق الأوسط. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبدالله قوله في كلمة في افتتاح ملتقى الأعمال الأردني - الأميركي الثاني الذي يعقد في عمان بمشاركة نحو مئة من كبريات الشركات الأميركية: «نتطلع لاستقبال الرئيس أوباما في الأردن قريباً»، مضيفاً: «أتمنى أن أرى زخماً حقيقياً في عملية السلام عقب هذه الزيارة، السلام الذي يعد مصلحة استراتيجية لبلدينا». وأوضح أن «منطقتنا تشهد اضطرابات بعضها خطير جداً، لكننا نشهد أيضاً فرصاً جديدة عديدة». من جهة ثانية، قال الملك عبدالله إن «هذا التجمع يؤكد العلاقات المتميزة التي تربط بلدينا»، مؤكداً أن «الأردن والولايات المتحدة يتشاركان على مدى عقود طويلة، في سعيهما نحو السلام والتنمية والاستقرار العالمي». وأوضح أن «الاقتصاد الأردني والأميركي مختلفان إلى حد كبير لجهة الحجم والنطاق، لكن الأساسيات تظل متشابهة، ذلك أن الناس في كلا البلدين ينشدون فرص العمل والأمن الاقتصادي». وتشارك في الملتقى شركات أميركية من قطاعات التجارة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والخدمات الصحية، إلى جانب عدد كبير من الشركات الأردنية لبحث إمكان إقامة مشاريع مشتركة. كما اكد الملك عبدالله أن «الأردن يعكف على عملية بناء طويلة المدى»، مشيراً إلى انه «لتحقيق ذلك، يجب أن يسير الإصلاح الاقتصادي والسياسي جنباً إلى جنب». وأضاف: «تعاملنا مع الربيع العربي باعتباره فرصة لزيادة زخم الإصلاح، وتم في هذا السياق تعديل اكثر من ثلث الدستور الأردني عام 2011، وواصلنا وضع المؤسسات وآليات العمل على مسارها الصحيح». وتابع: «أجرينا في وقت سابق من هذا العام انتخابات نيابية تاريخية، تلاها إطلاق مشاورات مع مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء المقبل، وستشكل حكومتنا البرلمانية الأولى قريباً». وأوضح أن «البرلمان الجديد أكثر تنوعاً وتمثيلاً، ونهجنا قائم على تحقيق الإجماع والشمولية». وأكد العاهل الأردني: «عازمون على أن يبقى بلدنا ملاذاً آمناً بحيث يتمكن أبناء شعبنا من العيش في جو من الثقة والاحترام المتبادل، كشركاء في صناعة المستقبل»، مشيراً إلى أن «الإصلاح كما الديموقراطية، عملية مستمرة ومتواصلة». ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن في الربيع للمرة الأولى منذ توليه منصبه في كانون الثاني (يناير) عام 2009. ولم يعلن البيت الأبيض رسمياً مواعيد جولة أوباما في الشرق الأوسط، علماً انه سيزور أيضاً الضفة الغربية والأردن. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست اعلن أول من امس أن اوباما سيزور إسرائيل حتى لو لم يتم الاتفاق على ائتلاف حكومي، موضحاً خلال المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض أن «تشكيل الحكومة الإسرائيلية هو مسؤولية رئيس الوزراء (بنيامين) نتانياهو ومسؤولين سياسيين إسرائيليين آخرين كبار»، وأن أوباما لا ينوي «التدخل» في هذه العملية. وتابع أن «الرئيس يقوم بهذه الزيارة قبل كل شيء لتحقيق بعض الأهداف (بينها) التحدث إلى الإسرائيليين. نحن أيضاً في لحظة تمر فيها المنطقة، جيران إسرائيل، بمرحلة انتقالية شبه جذرية». وأضاف: «من المهم أن يدرك الإسرائيليون أن الأميركيين متضامنون معهم في أوقات الأزمة هذه، وأننا سنكون هنا لحمايتهم». وتردد أخيراً أن اوباما سيلغي زيارته لإسرائيل بسبب الصعوبات التي يواجهها نتانياهو في تأليف حكومته بعد ستة أسابيع من فوز صعب حققه حزبه اليميني في الانتخابات التشريعية. وقال نتانياهو الاثنين في مداخلة عبر القمر الاصطناعي من إسرائيل أمام المؤتمر السنوي للوبي الإسرائيلي الرئيس «ايباك» في واشنطن: «رغم الصعوبات، انوي تشكيل حكومة قوية ومستقرة في الأيام المقبلة، وأول شيء ستتشرف حكومتي الجديدة به هو استقبال الرئيس اوباما بحرارة في إسرائيل».