عندما تكون غاية نادٍ ما أن يكون أسداً في مباراتين فقط في الموسم ثم يبدو نعامة مختفية الرأس والصيت بشكل مخجل في ما تبقى من مسابقات، فهذا يعني أن إدارة ذلك النادي ضيعت هدفها وأهانت جماهيرها وأحبطتهم، حتى باتوا يخجلون من حضور مباريات ناديهم، لأنهم يعرفون مسبقاً ما ستؤول إليه نتيجتها بالنظر إلى من سيقابله.. أكتب هذا وأنا لا أرى سوى الاتفاق على الهلال فقط فيما هو استراحة طيبة المقام وفيرة النقاط لبقية الأندية. هل يعقل أن «فارس الدهناء» في عهد عبدالعزيز الدوسري الذي ران على منصب الرئيس دهراً بلغ (31) أصبحت غايته إيقاف الهلال ولا يهم بعدها أي موقع يتبوأ ومن أي فريق يهزم؟ لِمَ تستكين الروح وتصاب العزيمة بالسكتة الدماغية طوال الموسم ويتم إنعاشها فقط للهلال ثم تفصل الأجهزة بعدها ليعود الجسد إلى غيبوبته؟ تقولون أبالغ أقول ارجعوا لمباريات الهلال والاتفاق هذا الموسم والذي سبقه، وتمعنوا في حاله وكيف يكون، ثم قارنوا بينها وبين مبارياته مع النصر والأهلي بالذات لتروا العجب ولتلاحظوا كيف يهبط تيرمومتر الحماسة إلى ما دون الصفر، ويبدو الأمر عادياً للإدارة التي لا تخجل من التبرير الذي حُفظ عن ظهر قلب «لعبنا ولم نوفق»، وقد يكون الأنسب لو قالت لعبنا على الجماهير وصدقتنا. هذا الموسم لم ينل النصر والأهلي وحدهما نصيبهما من نقاط الاتفاق، فقد أصبحت حلالاً للطير من كل جنس «ماعدا الهلال»، وفي هذه فتش عن الإدارة التي تناست أنها تقود فريقاً يفترض أن له طموح المنافسة، وليس صراع الحصول على مقعد في المناطق الدافئة التي غايتها لدى البعض المشاركة فقط في كأس الأبطال وليس تحقيقها. فمن اختصر الاتفاق وجعله على الهلال وحده؟ هل هي رؤية الإدارة التي ترى كما يرى البعض أن الفوز على الهلال بطولة تكفي ليتغنى بها الجميع، وعن طريقها يتم نسيان كل الإخفاقات وتعزز بها الإدارة موقفها ضد خصومها؟ من جعل الاتفاق مجرد رقم في المنافسات المحلية والخليجية والآسيوية لا يقدم ولا يؤخر؟ من خدع الاتفاق بمقولة الاستقرار الإداري وجعل الإدارة تحكم قبضتها على مقاليد الأمر والنهي وتجثم على الصدور حيناً من الدهر بلا أي إنجاز؟ وهل يعقل أنه لا يوجد منافس لعبدالعزيز الدوسري على المنصب؟ أم أن الأندية أصبحت لدى البعض أملاكاً شخصية لا يغادرونها إلا بالموت وحده؟ رأيت سقوط الفارس الموجع أمام الأهلي، ونظرت إلى موقعه في الترتيب وهو يراوح مكانه سادساً، وقارنت حاله بالفتح الجديد على المنافسة وهو يمضي قدماً لتحقيق دوري زين على رغم قلة إمكاناته المادية وخبرته في المسابقات، وأيقنت أنه ليس بعبدالعزيز الدوسري وإدارته سيعود الاتفاق، لأنه يتضح أنها لا تملك جديداً تقدمه ولا رؤية للمستقبل، فالرحيل والتغيير أصبحا مطلباً ملحاً يا اتفاقيون.. هل تفهمون؟ [email protected] Qmonira@