عندما كنا نسمع رؤساء الأندية وهم يشكون الفاقة والعوز بعد كل لقاء، ويعزون هزائمهم إلى نقص الموارد المالية، ويهول بعضهم الأمر كما فعل رئيس نادي الاتفاق، عندما يرجع السبب الوحيد لخسارة فريقه كأس ولي العهد إلى قلة الموارد المالية لناديه مقارنة بالهلال، ويتبعه آخرون ينحون باللائمة على الاتحاد السعودي في فقدان المقعد الآسيوي، فنشعر بعظم الخطب الذي حلّ بهم وهم يبحرون بمجداف مكسور، ونتعاطف معهم ونستشيط غضباً، ويسخّر كلّ قلمه للدفاع عن حقوقهم المغتصبة واتهام مسؤولي الاتحاد السعودي بعدم الاحترافية وأنه السبب في كل خروج من بطولة. كم مرة رأينا الرؤساء يستجدون هيئة دوري المحترفين أن تدفع مستحقاتهم المتراكمة، حتى صار الحديث عن هذا الجانب بعد كل مباراة أمراً محتوماً ومن أبجديات حوار الرئيس مع وسائل الإعلام، ويعللون ذلك بأنهم يقفون عاجزين في ظل خواء الخزائن عن الوفاء برواتب اللاعبين والمدربين في حينها أو إبرام عقود جديدة، وبعضهم كان يعلن صراحة أنه اضطر لبيع أفضل لاعبيه حتى يغطي الضائقة المالية التي يخشى أن تدفع بعض اللاعبين للتذمر والتمرد وهم يلعبون من دون مقابل مادي، فهم كما يقولون يختارون التضحية بالنجوم في مقابل أن يواصلوا الصمود في دوري المحترفين الذي يتطلب مواصفات مالية خاصة. هذه الحجج كافة انقشع عنها الغطاء وتكشفت حقيقتها وبات على مردديها أن يتواروا خجلاً مما قالوه عن سوء الأحوال الاقتصادية في أنديتهم، وهم يرصدون موازنات ضخمة لمعسكرات بصراحة لا تقدم ولا تؤخر في ترتيبهم في الدوري، وأعني بهم فرق الوسط التي لو عسكرت في المريخ لن تحصل على بطولة الدوري، إذ أتفهم أن تعسكر فرق المقدمة وهي المقتدرة على ذلك ويوجد من يتكفل بذلك من أعضاء الشرف من دون أن يلحق إدارة النادي أي عبء مادي، لكن فرقاً تصارع وبالكاد تتنفس ومع ذلك تصرف الآلاف على معسكرات (فشخرة وسعة صدر)، فذلك وضع مقلوب وغير مبرر في ظل ارتفاع عقيرة الرؤساء بالعجز المالي في كل مناسبة، فهل قبل إقرار هذه المعسكرات سددت تلك الأندية المتأخر من الرواتب الشهرية وأعطي العاملون حقوقهم؟ وهل فاض شيء مما لديها وزاد عن الحاجة ورأت الإدارة صرفه على معسكرات منتصف الموسم (على وزن إجازة منتصف العام) للراحة والتقاط الأنفاس؟ والموسم برمته يوشك أن ينتهي إن لم يكن انتهى فعلاً لبعض الأندية، فماذا سيقدم المعسكر للاتحاد والنصر ونجران والفيصلي؟ سؤال ستقرؤون إجابته عند استئناف الدوري وتكون الفائدة فقط تقدم أحدهم مركزاً أو اثنين في الترتيب. أرأيتم بعد النظر لدى رؤساء أنديتنا. [email protected] @qmonira