تأتي الدورة الثامنة لصالون النيل للتصوير الضوئي التي تزين أعمالها ال 300 قاعات قصر الفنون في القاهرة، بعد سنتين من انطلاق ثورة 25 كانون الثاني (يناير) التي غيرت مفاهيم عدة في مجال الفنون البصرية. وبات جيل الشباب يفتش في تراكيب مستحدثة وأفق عريض للتجريب الذي يشكل أحد جناحي الصالون، إلى جانب الصورة المباشرة. تقول مجموعة من الفتيات المشاركات في الصالون: «نعمل على ابتكار واقع مخالف لما تراه العين العادية، ونعيد من خلال التجريب اكتشاف فن التصوير الذي نراه عملاً فنياً متكاملاً يضم عناصر الضوء والظل والديكور والملابس، إضافة إلى تقنيات الكومبيوتر، خصوصاً برامج فوتوشوب وبانيت وديجيتال با، والأهم طرق استخدام هذه المؤثرات في صنع الجو العام الذي يحيط بالصورة مثل كادر السينما». ويقول الفنان حازم عبد الرحمن: «فكرة التجريبي مستحدثة من دورتين، مع أن مفهوم التجريب ليس بجديد، فهو موجود بشكل واضح في أعمال بيكاسو بكل مراحله. ولا مانع من وجود فكرة التجريب في التصوير الفوتوغرافي إذا كان لدى البعض الرغبة في تطوير أسلوب ما، أو رؤية فنية مركبة ما، مع إنني من أصحاب اللقطة المباشرة عندما تقتنص عين المصور شيئاً ما، فهو يوقف الزمن ويقدم لوحة من صنعه، على رغم وجودها في الواقع المجرد». قواعد فنية أما عن المعايير الفنية والتحكيم، فتقول الفنانة ميرفت عزمي: «بالطبع هناك قواعد فنية لا بد من توافرها في العمل، وهناك صور كانت قريبة جداً من نيل إحدى جوائز الصالون لولا وجود بعض الهفوات الفنية». وهناك أشياء ربما لا يفطن إليها الفنان أو المصور مثل قيمة البرواز والخامة المستخدمة، فلا شك في أن المصور الذي يفكر في عمله لا بد أن يجعله في أبهى شكل حتى ينافس على الجوائز ويستحق العرض في أماكن راقية. وكرم الصالون اثنين من رواد التصوير في مصر هما الفريق إبراهيم العربي والصناعيّ عادل جزارين، وأقيم لكل منهما جناح خاص بأعماله. ويقول جزارين: «أنا من مدرسة الصور المباشرة، وأبناء جيلي يجدون متعة في التقاط الصورة الطبيعية والانتظار ساعات حتى نجد اللحظة المواتية ثم نذهب إلى الاستوديو ونحمض الفيلم الخام ونراقب نتائج جودة الصورة، خصوصاً أن غالبية أعمالي هي لمشاهد طبيعية في مناطق مصرية مختلفة وأوروبا منذ أربعينات القرن العشرين، وساهمت في إنشاء أقسام تصوير في عدد من النوادي مثل الجزيرة والصيد». عرض في الصالون أعمال 140 مصوراً، وفاز في مجال اللقطة المباشرة محمود عبد المجيد وأميرة نور وأحمد ماهر، فيما وزعت جوائز اللقطة التجريبية على ثريا حمدي ومروة عطية ونادية منير.