علمت «الحياة» أن نتائج التحقيقات الأولية في حادثة إقدام خمسيني على قتل والدة زوجته ثم انتحاره في محافظة جدة أول من أمس، جاءت بسبب خلاف على المبلغ الذي كان سيتقاضاه عقب «خلعه» من جانب زوجته، إذ لا تزال قضيته منظورة بالمحكمة العامة في هذا الشأن. وقالت المصادر: «إنه كان من المقرر منحه مبلغ 50 ألف ريال لقاء تطليق زوجته، كونه المبلغ ذاته الذي دفعه في المهر، إلا أن الزوج اعترض على المبلغ مطالباً ب 120 ألف ريال قيمة المهر ومصاريف الزواج التي دفعها، وهو ما تسبب في نشوب الخلاف بين الطرفين». من جهته، قال عبدالعزيز ( إبن القتيلة) ل «الحياة»: «إن المشكلة التي تسببت بهذه الحادثة، بدأت بمشكلات أسرية بين شقيقتي والخمسيني المنتحر، وحاولنا التوصل إلى حلها عبر المحكمة التي حددت موعداً للبت في القضية نهاية الشهر الجاري». وزاد: «إن الأسرة تفاجأت بمجيء الخمسيني إلى المنزل من جازان وهو في حالة غضب شديد، واصطدم بمركبة شقيقه وسيارة أحد الجيران، مصادفاً أثناء مجيئة مغادرة شقيقي إلى عمله، إلا أنه حاول الوصول إليه وهو يطلق عليه عيارات نارية من المسدس الذي يحمله، ولم يستطع اللحاق به، وبعد ذلك حاول الخمسيني الدخول إلى المنزل، وفتحت شقيقتي الصغيرة له الباب وحاول إطلاق النار عليها إلا أن المسدس لم يستجب لمحاولاته، سوى في محاولته الرابعة وأصابها في كتفها». وأوضح أن والدته حاولت إقفال أحد الأبواب الذي كان ينوي الدخول من خلالها، إذ أطلق 18 طلقة باتجاه الباب، ما تسبب في إصابتها بثماني طلقات أربع منها استقرت في صدرها والأخريات استقرت في بطنها، مضيفاً أن الخمسيني افتعل حريقاً في المنزل وذلك عبر إطلاقه عيارات نارية في مولدات الكهرباء وفي أجهزة التكييف، وبعد ذلك أنهى حياته بإطلاق ثلاثة عيارات نارية على نفسه ولاقى حتفه. وأشار إلى أن زوجة شقيقه كانت موجودة في المنزل أثناء الجريمة وبصحبتها طفل يبلغ من العمر عاماً ونصف العام، إذ ألقته من الطابق الثاني للمنزل لتأمينه والتقطه عدد من الجيران المجتمعين في وقت الحادثة، ثم لحقت به وكان زوجها في استقبالها، وكسرت إحدى قدميه حينما التقطها. وأفاد بأن والدته لم يكن لها أي ذنب في كامل القصة إذ كانت مصابة بمرضي الضغط والسكر، مضيفاً أن زوج شقيقته لم يكن يعاني من أي أمراض نفسية، إذ تزوجها قبل أربعة أشهر، لافتاً إلى أنها لم تتطلق منه، إضافة إلى أن العلاقة بينهم والزوج جيدة. وقال: «إن زوجته تعيش الآن حالة نفسية وصحية سيئة جراء هذه الحادثة، بعد أن تعرضت لطلقات نارية في يدها، وكدمات في الرأس من مسدس المنتحر». وأوضحت إحدى بنات عم سميرة (زوجة المنتحر) ل «الحياة» أن الزوجة تزوجت قبل نحو ثلاثة أشهر، إذ انتقلت للعيش في مدينة جازان، إلا أنها عادت إلى أسرتها في محافظة جدة بعد أسبوع من مغادرتها، إذ طلبت الخلع عقب أن نشبت بينهما مشاجرات عدة. وقالت: «إن الرجل الخمسيني كان كثير الزواج والطلاق، ولا نعلم ما هي أسباب هذه السلوكيات، وهو ما أدى بسميرة إلى طلب الخلع من زوجها بعد أن كرهت العيش معه». من جهته، أكد المدير العام للشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود ل «الحياة» أن زوجة الخمسيني ترقد حالياً في مستشفى الملك عبدالعزيز، إذ تم منع الزيارة عنها بناء على توجيهات أمنية وردت إليه، مضيفاً بأن الزيارة مسموحة لأسرتها فقط