(1) الفتح أصبح مخيفاً من ناحيتين، فهو كنادٍ أصبح مرعباً مخيفاً لمنافسيه من الأندية الكبيرة قبل الصغيرة، فقد تمكن من إسقاط معظم الفرق الأكثر تمرساً وخبرة ذهاباً وإياباً، ولم يتلقَّ سوى هزيمة يتيمة طوال الدوري، هذا من ناحية. أما ناحية الخوف الأخرى فتأتي من العناوين الصحافية التي دخل فيها اسم «الفتح» فأسقط عدداً من الزملاء، منهم رئيس تحرير صحيفة «النادي» الصديق بدر الغانمي. وعدد آخر من رؤساء الأقسام الرياضية والمحررين الرياضيين، الذين ذهبوا ضحية سوء الظن بتوظيف كلمة «الفتح» في العناوين و«المانشتات» الصحافية، ولا أدري ما ذنب الزملاء أننا نعيش زمن «الفتح»؟ الذي جاء ليسقط الأندية والصحافيين الرياضيين على حد سواء. (2) ليس «الفتح» وحده هو الذي يسقط أندية وصحافيين، بل التغريدات في موقع «تويتر» أيضاً يمكنها أن تبعث بصاحبها للسجن، ليمكث هناك بين عام وعشرة أعوام، مع غرامة مالية قد تصل إلى خمسة ملايين ريال..! هذا بحسب تصريحات الدكتور ماجد قاروب إلى صحيفة «الرياضية» في عددها الصادر يوم الإثنين 4 آذار (مارس). شخصياً بعد هذه التصريحات أغلقت جهاز الحاسب الخاص بي ووضعت «الآيباد» جانباً، فقد أصبحت الطريقة السليمة لكي تعيش في زمن «الفتح» بعيداً عن أية إقالة أو سجن أو غرامة هي أن تجلس بعيداً عن العمل في بيتك وحيداً، وتتجنب كل وسائل الإعلام الحديثة. وتقرأ الصحف من بعيد لبعيد، وتشاهد «غصب ون» من آن لآخر بحسب الظروف المتاحة وبعد الاستئذان واستشارة محامٍ خاص. (3) نعترف بكل وضوح بأن الساحة الإعلامية الرياضية السعودية اعتراها أخيراً شيء من الانفلات وبعض الممارسات غير الأخلاقية واللا منطقية، ولكن لا بد من أن يكون تنظيم الساحة الإعلامية الرياضية بعد زمن من الحرية شبه المطلقة خالياً من التشنج والعصبية والتسرع في اتخاذ القرارات، خصوصاً قرارات الفصل والإبعاد التي يجب ألا تتخذ بتعجل من دون إنذارات متكررة بحسب نظام العمل، هذا إذا ما افترضنا أن الإعلاميين مثلهم مثل بقية الموظفين المحترمين المحفوظة حقوقهم في جهات عملهم، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نعالج الخطأ بخطأ آخر. لذلك لا بد من أن يتم ضبط الساحة بهدوء وعلى مدى متدرج، وفق استراتيجية سليمة خالية من التسرع والعقوبات المبالغ فيها. والله يستر من «الفتح» وزمنه المخيف... جداً. [email protected]