اكد عضو في تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يكتب في مواقع «جهادية» أمس، مقتل احد قادة التنظيم الجزائري عبد الحميد أبو زيد في مالي، لكنه نفى مصرع زعيم إسلامي جزائري آخر هو مختار بلمختار الذي يقود كتيبة منشقة عن التنظيم تحمل اسم «الموقعون بالدم» قتلت في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي حوالى 23 رهينة احتجزتهم في حقل للغاز ببلدة عين اميناس الجزائرية. ونقلت وكالة أنباء «صحراء ميديا» عن العضو قوله إن «أبو زيد قضى في قصف جوي فرنسي بجبال ايفوقاس شمال شرقي مالي وليس بأيدي جنود تشاديين. أما مختار بلمختار فلم يقتل لأنه موجود في منطقة غاو شمال مالي، ولكن في اتجاه جنوب ايفوقاس، حيث يقاتل العدو». وزاد: «سينشر مختار بلمختار كلمة قريباً من اجل نفي الادعاءات الكاذبة للرئيس التشادي المرتد ادريس ديبي اتنو». وكان رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال أدوار غييو صرح بأن «مقتل أبو زيد في مالي أمر مرجح، ولكن فرنسا غير أكيدة بسبب عدم العثور على جثته». كما توخى الحذر، على غرار وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، في إعلان مقتل بلمختار، واكتفى بإعلان مقتل قائد آخر على الأقل يعرف باسم «أمير الصحراء الكبرى»، وآخرين مسؤولين عن أعمال لوجستية. وكشف الأميرال الفرنسي العثور على «بنية لصناعة الإرهاب» شمال شرقي مالي شملت أكثر من 50 مخبأ في منازل أو عنابر أو مغاور، وأكثر من عشرة مراكز لصنع قنابل. وأشار إلى أن العسكريين الفرنسيين لم يتفاجأوا بعنف المعارك في هذه المنطقة، حيث قتل جندي فرنسي ثالث السبت الماضي. وفيما يعتبر أبو زيد مسؤولاً عن خطف أكثر من 20 رهينة أجنبي منذ العام 2008، نفى غييو علمه بمكان وجود 15 رهينة فرنسية في منطقة الساحل. وقال: «يمكن أن يكونوا نقلوا أو جرى توزيعهم، لكنهم ليسوا في أماكن تقصفها القوات الفرنسية». ترافق ذلك مع إعلان عائلات 4 رهائن خطفتهم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» من شمال النيجر في 16 أيلول (سبتمبر) 2010، أن الرهائن لن يحرروا عبر عمليات عسكرية، داعين باريس إلى «إبداء نية للتفاوض» مع التنظيم، مبررين ذلك ب «تزايد القلق من العمليات العسكرية الجارية في إدرار بجبال ايفوقاس». وقال رينيه روبير، جد الرهينة بيار لوغران: «نعتبر اليوم أن العمليات العسكرية والقوة لن ينقذا الرهائن، ونريد توجيه إشارات واضحة جداً إلى القاعدة تبدي إرادة في التفاوض». على صعيد آخر، وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى مالي، حيث سيؤكد دعم بلاده للمساعي التي تبذلها القوات الفرنسية والأفريقية في مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن في هذا البلد. واستبق هيغ الزيارة بالقول: «تواجه مالي الآن تحديات سياسية وأمنية وإنمائية معقدة تمكن أن تؤثر في شكل واسع على المنطقة، ويجب أن نعمل معاً لمواجهتها. والمملكة المتحدة تساند سعي شعب مالي إلى تأمين بلاده، وإعادة بناء سبل معيشته وحل المظالم التي طال أمدها». وحذر وزير الخارجية البريطاني من تحول مالي إلى دولة فاشلة، مشدداً على أن حل مشاكلها يجب أن يحصل بقيادة أفريقية. كما دعا الغرب إلى التعلم من دروس الصومال عبر موازنة دوره العسكري بالجانبين السياسي والإنساني «لأن لا وصفة طبية سياسية مثالية». وقدمت بريطانيا إلى القوات الفرنسية طائرة نقل عسكرية «سي-17» وطائرة استطلاع، وسترسل 40 شخصاً لتنفيذ مهمات تدريب بإشراف الاتحاد الأوروبي، وحوالى 200 آخرين للمشاركة في قوة تدريب منفصلة في مالي.