قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن مقتل المتشدد الجزائري مختار بلمختار إذا تأكد، سيشكل ضربة للإرهاب في شمال أفريقيا، ولكنه لن يكون نهاية للاضطرابات التي تشهدها مالي. وأعلن الجيش التشادي المنتشر في شمال مالي أنه قتل بلمختار، الزعيم الإسلامي الأعور الذي كان العقل المدبر للهجوم على منشأة للغاز في الجزائر وأدى إلى مقتل 37 رهينة غربية في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأشار الجيش التشادي إلى أنه قتل بملختار أثناء عملية في منطقة أدرار في سلسلة جبال ايفوقاس السبت. وقال هيغ في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه في حال تأكد مقتل بلمختار «فان تلك ستكون ضربة للإرهاب». وأضاف: «هذه أنباء من جنود تشاديين يخوضون الكثير من القتال في شمال مالي. لا نستطيع تأكيد ذلك (مقتله) في شكل قاطع في الوقت الحالي». وتابع: «ستكون تلك ضربة للإرهاب وللشبكة الإجرامية التي تحيط بهذا الرجل وبأمثاله». وأوضح: «لكن ذلك لا يعني أن مشاكل مالي انتهت. يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به لدعم العملية السياسية في مالي: إجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة شرعية وما إلى ذلك». وكان بلمختار أحد قادة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» قبل أن ينشق عنها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ويشكل كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم «الموقعون بالدماء». يذكر أن بلمختار هو من مواليد 1972 وشارك في القتال في أفغانستان، وعاد والتحق ب «الجماعة الإسلامية المسلحة» ثم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي انشقت عنها. وسيطر على طرق التهريب في الصحراء جنوبالجزائر، ولقب لذلك باسم «السيد مارلبورو». وأقام بلمختار علاقات متينة عبر الزواج من نساء من قبائل طوارق في الشمال وحول المنطقة إلى معقل له. وفي 2007 وبعد خلافات داخل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» وتحولها إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، سيطر عبد الحميد أبو زيد (46 سنة) واسمه الحقيقي محمد غدير على المنطقة. وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي مقتل أبو زيد يوم الجمعة الماضي. وفي بداية تمرد الطوارق في شمال مالي في آذار (مارس) 2012، أقام بلمختار ثلاثة أسابيع في ليبيا لشراء أسلحة. ثم شوهد في غاو وتمبكتو مع أياد اغ غالي زعيم الإسلاميين الطوارق في جماعة «أنصار الدين». وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أقاله «أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» عبد المالك دروكدال المتمركز في جبال شمال الجزائر، ما دفع بلمختار إلى تأسيس كتيبة «الموقعون بالدماء». وسبق للقضاء الجزائري أن أصدر حكمين بالإعدام ضد بلمختار بتهم «الإرهاب الدولي والقتل والخطف». وإلى جانب بلمختار، قتل ما لا يقل عن خمسين إسلامياً من حركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، في معارك ضد جنود ماليين وفرنسيين قرب غاو منذ يوم الجمعة الماضي، كما أفاد مصدر عسكري مالي أمس. وقال المصدر من باماكو التي تبعد 1200 كلم عن غاو كبرى مدن شمال مالي أن المعارك كانت مستمرة صباح أمس على بعد 60 كلم شمال غاو بين الإسلاميين والقوات المالية المدعومة من الجيش الفرنسي. وأضاف: «نحن نسيطر على الوضع. قتل ما لا يقل عن 50 إسلامياً من حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا منذ الجمعة». وكانت غاو تحت سيطرة إسلاميي حركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» قبل أن يطردوا منها إثر التدخل الدولي بقيادة فرنسية في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي. ولم يتم الحصول على أي حصيلة من جانب الإسلاميين جراء هذه المعارك التي اندلعت مساء الجمعة بحسب المصدر العسكري المالي نفسه. وكان جندي مالي شارك في المعارك مساء الجمعة قرب غاو أكد أن الجيش المالي دمر قاعدة لهذه الحركة. وقال أيضاً إن الحركة تكبدت «خسائر بشرية كبيرة» في المعارك التي وقعت في ان ماناس على بعد 60 كلم شرق غاو.