أعلنت محافظة نينوى العراقية عن اغلاق معبر «ربيعة» الحدودي مع سورية إثر تصاعد الاشتباكات بين عناصر «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي للسيطرة على معبر «اليعربية» السوري، فيما دعت محافظة نينوى الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية سكان المناطق الحدودية، وإعلان موقفها من الأحداث، كما دعا الجانب السوري إلى الكف عن إطلاق الصواريخ نحو الأراضي العراقية. وكان «الجيش السوري الحر» شن السبت هجوماً عنيفاً على معبر «اليعربية» المقابل لمنفذ «ربيعة» الحدودي في محافظة نينوى، وإثرها فر نحو 30 جندياً من الجيش النظامي إلى داخل الأراضي العراقية، بينهم ستة جرحى توفي أحدهم متأثراً بجراحه. وقال الناطق باسم محافظة نينوى قحطان سامي ل»الحياة» إن «الجيش السوري الحر المعارض لسورية اشتبك مع قوات للجيش النظامي في منفذ اليعربية وتمكن من السيطرة عليه، قبل أن يرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية كبيرة وتمكن من استعادته، وما زال التوتر العسكري قائماً في منطقة المعبر، حيث أثر بشكل مباشر داخل الحدود العراقية، وقد سقط صاروخ أرض أرض صنع روسي على إحدى القرى داخل حدود نينوى بنحو ثلاثة كيلومترات». وأضاف أن «نحو 30 جندياً فروا من المعارك ودخلوا الأراضي العراقية، بينهم ستة جرحى ونقلوا إلى المستشفى الجمهوري في مركز مدينة الموصل وهم تحت الحراسة، وفارق أحدهم الحياة في ما بعد، فيما استلمت قيادة عمليات الجزيرة التابعة للجيش العراقي التي تشرف على القاطع، الجنود السوريين الفارين». وأوضح سامي أن «الوضع في المعبر غير مستقر، رغم سيطرة الجيش النظامي عليه، لأن محيطه تسيطر عليه عناصر الجيش الحر»، مشيراً إلى أن «الجانب العراقي أغلق معبر ربيعة، وطالب المحافظ الحكومة العراقية بتوفير الحماية للسكان العراقيين في المنطقة الحدودية وإصدار بيان لتبيان موقفها، بعدما أصبحت المنطقة تحت حظر التجول، وتعليق الأعمال والمصالح فيها». وزاد أن «المحافظ دعا الخارجية العراقية أيضاً إلى لعب دورها وعلى الجانب السوري الكف عن استخدام الصواريخ، نظراً للتبعات والتأثير المباشر الذي ستتركه هذه التطورات على الوضع في نينوى، خصوصاً في حال سيطرة الجيش الحر على معبر اليعربية في الجانب السوري». وأفادت تقارير بأن دائرة الطب العدلي في الموصل تسلمت جثة تعود لأحد عناصر الجيش العراقي قتل بنيران قناص من الجانب السوري قرب منفذ ربيعة الذي بدأت القوات العراقية بإغلاقه باستخدام السواتر الإسمنتية، خلال الاشتباكات التي شهدها المنفذ. وحذر الأمين العام لحركة «العدل والإصلاح» الشيخ عبد الله حميدي عجيل الياور في بيان الحكومة العراقية والجيش من «التدخل بالشأن الداخلي السوري»، وأكد أن «ذلك سينعكس سلباً على الواقع العراقي، وقال زعيم الحركة ومقرها نينوى إن «قبائل سورية تقطن بالقرب من الحدود العراقية من جهة منطقة ربيعة أطلقت نداء مناشدة للحركة للتدخل لدى الحكومة العراقية لمنع القصف الذي يقوم به الجيش لمدنهم وقراهم». وأبدى استغرابه «لقيام بعض الوحدات من الجيش العراقي المتمركزة على الحدود مع سورية بإطلاق قذائفها باتجاه المدن السورية»، مشيراً إلى أن «بعض القناصين من أفراد الجيش العراقي المتحصنين فوق سطوح المباني، اطلقوا النار على المدن السورية المحاذية للحدود العراقية ما أدى إلى إصابة قرابة 20 مواطناً سورياً بين قتيل أو جريح».