شكر الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني امس، جنود حلف شمال الاطلسي على تضحياتهم في افغانستان، وذلك خلال زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الى كابول. وقال غني: «اود ان اشكر هذه الاسر التي فقدت اقارب لها»، موجهاً كلمة شكر ايضاً الى الجنود الذين سقطوا في المعارك والاجانب الذين قتلوا وجرحوا منذ التدخل الغربي الذي اطاح نظام «طالبان» قبل 13 سنة. وأضاف ان الجنود الاجانب والأفغان يقفون «جنباً الى جنب» في المعركة ضد «طالبان»، مؤكداً ان «وجودكم هنا سمح بأن تكون لندن مدينة آمنة وكذلك باقي العالم». وتتناقض تصريحات غني مع اقوال سلفه حميد كارزاي الذي ضاعف في السنوات الاخيرة الانتقادات لمهمة الحلف الاطلسي ورفض توقيع اتفاق امني مع اميركا يسمح لها بإقامة قواعد عسكرية في افغانستان بعد انسحاب قوات «الاطلسي» نهاية هذا العام. ووصل رئيس الوزراء البريطاني إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة ليصبح أول زعيم غربي يزور البلاد منذ تولي غني وشريكه عبدالله عبدالله السلطة هذا الاسبوع. واجتمع كامرون مع غني وعبدالله الذي يرأس الهيئة التنفيذية. وامتدح رئيس الوزراء البريطاني انجازات قواته في الحرب الطويلة ضد «طالبان» كما امتدح قوات الامن الافغانية التي تدربت حديثاً ويقدر تعدادها بحوالى 350 ألف عنصر، وقال ان «التقدم الذي حققته مذهل». ورأى كامرون انه «اذا كانت طالبان تريد ان تلعب دوراً في مستقبل أفغانستان، فعليها ان تقبل بنبذ العنف والاشتراك في العملية السياسية. هذه هي الوسيلة لأن يكون لك صوت في هذه الدولة الديموقراطية». وجدد كامرون تأكيد ان القوات البريطانية القتالية ستنسحب من أفغانستان بحلول نهاية هذا العام الحالي، لكنه قال ان لندن ستستمر في تقديم 178 مليون جنيه استرليني (268.1 مليون دولار) سنوياً لدعم الحكومة الافغانية حتى عام 2017. وتأتي زيارة كامرون بعد أربعة أيام من تنصيب غني عقب أشهر من الاضطرابات السياسية بسبب انتخابات رئاسية متنازع على نتيجتها. وقال كامرون إنه يتطلع الى العمل في المستقبل مع غني وعبدالله. وأضاف في مؤتمر صحافي: «نتقاسم جميعاً هدفاً مشتركاً وهو وجود أفغانستان أكثر أمناً واستقراراً ورخاء». وأضاف: «نريد ان نرى ان أفغانستان لم تعد ملاذاً آمناً للإرهابيين أو تهديداً لأمن أي من بلدينا وناقشنا كيف يتسنى لنا أن نحقق هذه الأهداف معاً». وبريطانيا هي ثاني أكبر المساهمين بعد الولايات المتحدة في التحالف الدولي الذي انتشرت قواته في أفغانستان منذ التدخل العسكري عام 2001 لإطاحة نظام «طالبان» في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على الولايات المتحدة. وقتل أكثر من 450 جندياً بريطانياً في أفغانستان خلال الحرب مع «طالبان» وحلفائها. وسينسحب المزيد من القوات البريطانية في نهاية العام مع انتهاء المهمة القتالية للتحالف ومع تولي قوات الأمن الأفغانية المدربة حديثاً زمام المهمات الامنية. وفي وقت زاد حجم الخسائر في الارواح التي تكبّدها الجيش الافغاني في الاسابيع القليلة الماضية مع تصاعد الهجمات التي تشنّها «طالبان»، أكد أكبر قائد عسكري أميركي في أفغانستان ان «مكاسب المتمردين لن تدوم» وأبدى ثقته بأن القوات الافغانية قادرة على منعهم من الاحتفاظ بالارض. وقال الجنرال الأميركي جون كامبل قائد القوات «الاطلسية» في افغانستان في افادة أمام مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة الخميس: «خلال الاسابيع القليلة الماضية حدثت زيادة (في الخسائر بين الارواح) مع سعي طالبان الى توجيه بيان وهي تنهي موسم القتال». ولم يكن لدى كامبل احصاء دقيق عن حجم الخسائر الافغانية هذا العام، لكنه قال إنها تراوح بين 7000 و9000 بين قتيل وجريح. وذكر ان هذا الرقم أكثر قليلاً من العام الماضي نظراً الى تصاعد القتال اخيراً في هلمند ومناطق أخرى. لكن الجنرال الاميركي قلل من شأن هذه الزيادة، وقال: «لا يمكن طالبان ان تسيطر على أرض وتحتفظ بها في اي مكان توجد فيه قوات الامن الافغانية. يمكنها ان تسيطر على مركز منطقة او ما شابه، لكن لبعض الوقت فقط. وفور ان تدرك قوات الامن الافغانية ذلك، تستعيد الارض».