حققت القوات الاجنبية في أفغانستان الاحد في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يعتقد انها أسقطت مما أسفر عن مقتل 30 جندياً امريكياً وسبعة أفغان ومترجم وهو اكبر عدد من القتلى من القوات الاجنبية يسقط في حادث واحد خلال عشر سنوات من الحرب. وسارعت حركة طالبان الى اعلان مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة بقذيفة صاروخية غير ان الحركة كثيراً ما تبالغ في الاحداث التي تتضمن اهدافاً اجنبية او تابعة للحكومة الافغانية. وفي واشنطن قال مسؤول أمريكي ان من المعتقد أن الطائرة الهليكوبتر جرى اسقاطها. وقالت وزارة الدفاع الامريكية وقوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها الحلف في افغانستان ان سبب تحطمها قيد التحقيق. وتحطمت الطائرة وهي من طراز تشينوك في اقليم ميدان وردك الى الغرب من كابول ليل الجمعة. وقال الجنرال جون الن الذي تسلم قيادة قوة ايساف من الجنرال ديفيد بتريوس منذ ثلاثة أسابيع في بيان صدر الليلة الماضية: لا تستطيع الكلمات أن تصف الحزن الذي نشعر به بعد هذه الخسارة المأساوية. واضاف: كل من قتلوا في هذه العملية كانوا ابطالاً حقيقيين اعطوا الكثير دفاعاً عن الحرية. وقال مسؤول امريكي ان بعض القتلى الامريكيين اعضاء بالقوات الخاصة التابعة للبحرية الامريكية وهي الوحدة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة في مايو في باكستان ولكن لم يكن اي من القتلى ضمن الفرقة التي اغارت على زعيم القاعدة. وقالت ايساف ان هذا هو اكبر عدد من القتلى من الجنود الامريكيين يسقط في حادث واحد في افغانستان. وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي في بيان السبت ان الولاياتالمتحدة ستبقى على النهج حتى تكمل المهمة في افغانستان وهي نفس الروح التي عبر عنها الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن. قالت ايساف ان هذا هو اكبر عدد من القتلى من الجنود الامريكيين يسقط في حادث واحد في افغانستان. ومن شأن تحطم الطائرة الهليكوبتر ان يثير المزيد من التساؤلات بشأن عملية نقل المسؤولية الامنية ومدى الحاجة لبقاء القوات الاجنبية في افغانستان. ومن المقرر ان تنسحب كل القوات القتالية الاجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014 ولكن بعض أعضاء الكونجرس الامريكي يتساءلون عما اذا كانت وتيرة تسليم المسؤولية الامنية تجري بالسرعة اللازمة. وزعم قادة امريكيون وآخرون في حلف الاطلسي تحقيق نجاح في وقف نمو التمرد وتقليصه في معقل طالبان بالجنوب رغم ما ابداه المتمردون من قدرة على تغيير خططهم وشن هجمات في مناطق اخرى. لكن العنف في أسوأ حالاته في افغانستان منذ أطاحت قوات افغانية مدعومة بالقوات الامريكية بحكومة طالبان في اواخر عام 2001 في ظل أعداد كبيرة للقتلى من الجنود الاجانب وخسائر قياسية في صفوف المدنيين في الاشهر الستة الاولى من عام 2011. وعبر الرئيس الافغاني حامد كرزاي عن أسفه وحزنه العميق للرئيس الامريكي باراك أوباما وأسر الضحايا وفقاً لبيان صدر عن قصره يوم السبت. وفي العام الماضي سقط اكبر عدد من القتلى من الجنود الاجانب في افغانستان حيث قتل 711 . وبحادث التحطم في ميدان وردك يصبح عدد القتلى من الجنود الاجانب 375 جندياً حتى الآن في العام الحالي. ويشير موقع اي كاجوالتيز دوت كوم المستقل الذي يتابع أعداد القتلى والجرحى والأرقام لرويترز الى أن اكثر من ثلثيهم من الامريكيين.
ميركل وفيسترفيله يعربان عن صدمتهما وفي برلين أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها جيدو فيسترفيله عن شعورهما بالصدمة إزاء مقتل عشرات الجنود الأمريكيين في تحطم مروحية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان السبت. وبعثت المستشارة الألمانية ببرقية عزاء مساء السبت إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعربت فيها عن «صدمتها العميقة إزاء الفقدان المروّع لمثل هذا العدد الكبير من الجنود الامريكيين». وأكدت ميركل في برقيتها أن «مثل هذا الحادث لن يثنينا عن مواصلة إعادة البناء في أفغانستان» وأشارت إلى أن بلادها تقف «بهذه الروح» إلى جانب الولاياتالمتحدة والشركاء الآخرين للعمل على نشر السلام والاستقرار في أفغانستان حتى لا يكون هؤلاء الجنود لقوا حتفهم بلا طائل. وفي سياق متصل أعرب فيسترفيله عن شعوره بالصدمة للحادث الذي أودى بحياة عشرات الجنود الأمريكيين بالإضافة إلى سبعة جنود أفغان حيث قال «أتقدم بالعزاء باسم الحكومة الألمانية للحكومتين الأمريكية والأفغانية بالإضافة إلى أقارب الضحايا». وفي لندن حيَّا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجنود الامريكيين والافغان الذين قتلوا السبت في وسط افغانستان اثر تحطم مروحية عسكرية امريكية اعلنت حركة طالبان انها اسقطتها. وقال كاميرون: «لقد حزنت شديد الحزن اثر تلقي خبر مقتل العديد من العسكريين الامريكيين في افغانستان اليوم». واعلنت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي ان 30 جندياً امريكياً وسبعة جنود افغان ومترجماً واحداً قتلوا فجر السبت اثر تحطم مروحيتهم في ولاية ورداك وسط افغانستان. وبدوره اعلن شهيد الله شهيد المتحدث باسم حكومة ورداك لوكالة فرانس برس ان المروحية «اصيبت بصاروخ اطلقه عناصر طالبان فيما كانت تقلع» في عملية مشتركة للقوات الامريكية والافغانية في احدى مناطق الولاية المحاذية لكابول والتي تنشط فيها الحركة المتمردة. واضاف كاميرون: «لقد قدموا التضحية العظمى لحماية امننا وبناء افغانستان اكثر استقراراً وسلاماً»، موجِّهاً التحية ايضاً الى ارواح «الجنود الافغان الذين قتلوا الى جانبهم». وتحطمت المروحية غداة مقتل جندي في البحرية الملكية البريطانية في هجوم شنه مسلحون في جنوبافغانستان. وهو العسكري البريطاني ال30 الذي يسقط في افغانستان هذا العام، وبمقتله ارتفع الى 378 عدد العسكريين البريطانيين الذين سقطوا في هذا البلد منذ بدء النزاع في 2001. وتنشر بريطانيا حوالى9500 عسكري في افغانستان في اطار قوة الحلف الاطلسي وهي القوة الثانية من حيث الحجم بعد الولاياتالمتحدة.