وجه المشاركون في التظاهرات التي جرت أمس في مناطق سورية مختلفة، انتقادات إلى اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في روما لجهة عدم تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح. ورفع المشاركون في تظاهرة في حي العسالي بجنوبدمشق، لافتة كتب فيها «انتهت كذبة... أصدقاء الشعب السوري... كش ملك». في الوقت نفسه تحدثت المعارضة عن مجزرة كبيرة ارتكبها جيش النظام و «الشبيحة» في قرية المالكية قرب حلب وقع ضحيتها 72 شخصاً «أعدموا ميدانياً وحرقت جثثهم». وكتب المتظاهرون في لافتة أخرى: «نطالب الائتلاف السوري فك الارتباط مع ما يسمى أصدقاء الشعب السوري»، في إشارة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي شارك في المؤتمر ممثلاً برئيسه أحمد معاذ الخطيب. وعلى هامش مؤتمر مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» الخميس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقديم بلاده مساعدات بقيمة 60 مليون دولار «لا تشمل أسلحة قاتلة»، لدعم الائتلاف وتوفير «مساعدة مباشرة» لعناصر الجيش السوري الحر في شكل مساعدات «طبية وغذائية». وفي بلدة الهبيط في محافظة إدلب (شمال غرب)، رفع المشاركون في التظاهرة لافتة كتبوا فيها «دعوا أسلحتكم غير المميتة لكم... سنصنع أسلحتنا بأيدينا... وننحت الصخر... وبإذن الله نموت أو ننتصر». وفي بلدة معربة في درعا (جنوب) التي كانت مهد الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد رفع المشاركون لافتة كتب فيها «في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يجتمعون فقط ليحددوا مكان وزمان عقد المؤتمر الذي يليه». وأحجم المجتمع الدولي عن تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح النوعي في مواجهة القوات النظامية التي تمتع بهامش تفوق لجهة سلاح الطيران والأسلحة الثقيلة. وفي مدينة الباب في ريف محافظة حلب (شمال)، انتقد المشاركون «سكوت» المجتمع الدولي إزاء استخدام النظام السوري صواريخ أرض - أرض. ورفع هؤلاء لافتتين كتب فيهما «سكوت المجتمع الدولي منصة لسكود النظام السوري»، و «سكود كل يوم يطلق وبان كي مون إلى الآن لم يقلق». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أن 58 شخصاً بينهم 36 طفلاً قتلوا جراء سقوط ثلاثة صواريخ أرض - أرض على حي طريق الباب في مدينة حلب، قال ناشطون إنها من طراز «سكود» وأطلقت من قاعدة عسكرية قرب العاصمة السورية. ونفت دمشق على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي استخدام هذا النوع من الصواريخ. وحملت التظاهرات الأسبوعية بعد صلاة الجمعة، شعار «أمة واحدة راية واحدة حرب واحدة»، في إشارة إلى تعدد المجموعات المقاتلة ضد القوات النظامية. وفي بلدة قلعة المضيف في ريف محافظة حماة (وسط)، هتف أحد المنادين في التظاهرة «نحن بإذن الله يد واحدة على الظالم بشار والقتلة (...) نحن نقول للجميع نعدكم أن نكون يداً واحدة». في الوقت نفسه اتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب «مجزرة» هذا الأسبوع وقع ضحيتها 72 شخصاً «أعدموا ميدانياً وأُحرقت جثثهم» في قرية المالكية بالقرب من حلب. وذكر بيان صادر عن «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن «قوات نظام الأسد الإرهابي أعدمت 72 شخصاً ميدانياً ثم أحرقت جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غرب السفيرة قرب حلب». وأشار البيان إلى أنه تم الأربعاء توثيق أسماء 49 شخصاً منهم لافتة إلى أن «المجزرة» وقعت قبل ثلاثة أيام من ذلك. واعتبر الائتلاف أن «هذه المجازر المتكررة التي ترتكبها فرق الموت التابعة للنظام، تشير إلى منهجية إجرامية واضحة تهدف إلى نشر الرعب وتأجيج الغضب ومشاعر الكراهية، في دفع واضح يقوم به نظام الأسد نحو المزيد من التفكيك وزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب السوري». وأوضح مركز حلب الإعلامي، الذي يضم مجموعة من الناشطين أن الضحايا «بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، أعدموا بتهم التواصل والتعامل مع الجيش الحر، وذلك خلال عملية اقتحام القرية»، لافتاً إلى «تخلل عملية القتل حالات اغتصاب وتعذيب وحرق للمنازل». وأورد المركز في بيانه لائحة تضم أسماء 49 شخصاً بينهم 7 أطفال تراوح أعمارهم بين 8 أشهر و12 سنة. وأشار الناشطون إلى وجود «ثلاثة وعشرين شخصاً مجهولي الهوية لم نتمكن من معرفتهم بسبب إحراق جثثهم من قبل كتائب الأسد». وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان «معلومات» تتعلق «بمقتل عشرات المدنيين في المالكية بعد اقتحام القوات النظامية» التي تحاول السيطرة على القرية من أجل إحضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي. ويشهد شرق مدينة حلب معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة على المطارات الحيوية الموجودة في المنطقة. ودعا المرصد الأممالمتحدة لإجراء تحقيق حول الحادثة. من جهة أخرى سيطر مقاتلون ينتمون إلى مجموعات مقاتلة ذات توجه إسلامي بينها «جبهة النصرة»، على اليعربية في محافظة الحسكة في شمال شرقي سورية وعلى الحدود مع العراق. وقال المرصد: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة والفاروق وأحرار الشام وكتائب أخرى على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل». وتحدث «عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن»، مشيراً إلى سماع «أصوات رصاص متقطع في المدينة». وأوضح أن القوات النظامية «كانت استعادت السيطرة على المعبر في 21 تموز (يوليو) من العام الماضي». ويسيطر المقاتلون المعارضون للنظام على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها، ومن ضمنها عدد من المعابر الحدودية مع تركيا والعراق. وفي الموصل قال رئيس بلدية تلعفر العراقية إن صاروخ «سكود» أطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية في محافظة نينوى العراقية أمس ولم يحدث أي أضرار لكنه أصاب سكان القرية بحالة من الفزع. وأضاف رئيس البلدة أن الصاروخ روسي الصنع. وقال رئيس البلدية عبد العال عباس إن الصاروخ سقط بالقرب من قرية تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود العراقية - السورية بين تلعفر والباجي. وأضاف أنه لم تنجم عن سقوط الصاروخ خسائر بشرية ولم يلحق أضراراً بين سكان القرية التركمان وأنهم فروا من ديارهم. وقال المتحدث باسم محافظة نينوى قحطان سامي إن قوات الأمن قالت هي الأخرى أن الصاروخ روسي الصنع.