فقد «الزوج» و«الأبناء» و«الوطن»، مصائب لم ترحم هرم وسن الحاج السوري السبعيني محمد حسين، ليقف موقف «عرفة» بقلب محطم بالجروح، وجسد كان ل «الحرب» التي وصفها ب «اللعنة» أثر عليه، إذ تسببت في شلل في أصابع يده اليمنى جراء طلق ناري تعرض له. تحدث الحاج محمد حسين ل «الحياة» وهو على يقين بأن قصته تصعب على كل من سمعها، قائلاً: «فقدت جميع أفراد أسرتى المكونة من زوجتي وأبنائي الخمسة، محمد وحسام وأحمد ومعتصم وباين في غارة جوية استهدفت مدينة حلب قبل أشهر عدة، وأظلم الكون في وجهي وتحولت أحلامي التي راودتني طيلة خمسة عقود من عمري إلى سراب بعد أن تحولت أجسامهم إلى رماد تحت القصف الذي أحرق المنزل بصورة تامة، ولم يبق سوى حطام متراكم بعضه فوف بعض، وانتشلت الجثث من تحت الأنقاض وأودعت المقابر». وأضاف: «ليس أمامنا سوى البحث عن الصبر الذي أضحى عاملاً مشتركاً بين السوريين كافة، فالحرب لعنة أينما حلت، فقد ألغت قرى وهجراً من خريطة سورية وغيبتها من الوجود وهدمت مدناً». ومع اقتراب موسم الحج، أوضح الحاج محمد أن الحزن تجدد حينما التقى بأقربائه وأصدقائه القادمين من المهجر، واطلع على فصول المعاناة المنتشرة في صفوفهم. واختتم حديثه قائلاً: « أنا أعايش ثلاث مصائب لم ترحم هرمي وسني المتقدمة، فقدت أبنائي وزوجتي ووطني وأصبحت الدنيا في نظري فراغاً، صورهم وأصواتهم وبعض المواقف معهم ما زالت محفوظة في عقلي الباطن ومن المستحيل ردم الفجوة، وإعادته إلى الوضع الطبيعي، وإن جاملت بالتماسك إلا أن بداخلي جرحاً ينزف».