استبعدت الاطراف السياسية في العراق عقد لقاء قريب لقادة الكتل والاحزاب لحل الازمة التي تمر بها البلاد منذ شهور. ويشهد العراق تظاهرات مستمرة في المحافظات ذات الغالبية السنية للمطالبة بالإصلاحات وإلغاء بعض القوانين وتشريع اخرى، ووصلت الى المطالبة بتنحي رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال الناطق باسم المجلس الاسلامي الاعلى الشيخ حميد معلا ل «الحياة» ان «مبادرة زعيم المجلس السيد عمار الحكيم لعقد لقاء وطني تبناها التحالف الوطني الذي فضل ان تقوم اللجنة الخماسية الوزراية بتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة اولاً». وأضاف: «لا توجد حالياً مبادرة لعقد لقاء للزعماء السياسين لكن اللقاءات الثنائية مستمرة». وعن مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لعقد اجتماع في اربيل قال معلا إن «بارزاني قدم المبادرة على شكل افكار ولم يحدد موعد الاجتماع والتحالف الوطني أبدى موافقته المبدئية على الحضور». ورجح الناطق باسم المجلس الاعلى ان تؤدي اللقاءات الثنائية دوراً في حل الازمة خصوصاً في ما يتعلق بمطالب المتظاهرين وهي «تعديل قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الارهاب واصدار قانون العفو والمحكمة الاتحادية والموازنة العامة». وأضاف ان «الحكيم التقى اليوم (امس) رئيس البرلمان اسامة النجيفي وتم الاتفاق على ضرورة الاسراع في اقرار هذه القوانين لكن اللقاء لم يتطرق الى أي مبادرة جديدة». وأكد الحكيم «أهمية اللحمة الوطنية والتماسك على المستوى الشعبي والسياسي»، مشدداً على «ضرورة إرسال رسائل التطمين إلى أبناء الشعب». وكان الحكيم شدد في بيان امس عقب استقباله النجيفي على إن «الدستور أساس العراق الجديد ولا يمكن تعديله إلا من خلال آلياته»، مشيراً إلى ضرورة أن «تكون العملية السياسية موضع تأييد الجميع». وأضاف: «من الضروري الاستعداد للانتخابات في أجواء ايجابية كي يستطيع الناخب العراقي التعبير عن إرادته»، مؤكداً «ضرورة المصادقة على القوانين أو تعديل تلك التي تساعد في تلبية مطالب المحتجين إن كانوا في المحافظات الجنوبية أو المحافظات الغربية». وزاد إن «المطالب المشروعة في أي مكان محط ترحيب ودعم». إلى ذلك، أشاد النجيفي «بالدور الذي يلعبه الحكيم وباقي القوى الوطنية في حل الأزمات السياسية»، معرباً عن «تأييده دعوات الحكيم للتواصل والعمل على المشتركات بين الشعب العراقي». وشدد النجيفي «احترام الدستور والتمسك بالعملية السياسية»، رافضاً «الدعوات إلى إسقاطها، لأنها الأهم والأجدر لحل المشاكل». ولفت إلى ضرورة «إرسال رسائل التطمين إلى الشعب العراقي بأنه شعب واحد قادر على حل المشاكل داخلياً»، معرباً عن أمله بأن «تكون اللغة الوطنية هي السائدة». وعزا القيادي في كتلة «التحالف الكردستاني» قاسم مشختي تأخر تحديد موعد للقاء في أربيل الى سفر بارزاني وأكد ان الايام المقبلة ستشهد طرح المبادرة من جديد. وأضاف مشختي في تصريح الى «الحياة» ان «الاطراف السياسية باتت مقتنعة بأن الأزمة لا تحل الا من طريق الحوار لكن مبادرة بارزاني ستأخذ وقتاً قبل ان تتبلور بالشكل الصحيح لأن والكتل تجري محادثات ثنائية وتسعى الى تفعيل دور البرلمان ولكن حتى القوانين تحتاج الى توافقات سياسية خارج البرلمان واجتماع القادة سيكون هو الحل الأخير».