تباينت مواقف الاطراف السياسية في العراق ازاء دعوة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عقد اجتماع لقادة الكتل في أربيل، ففيما أبدت «القائمة العراقية» ترحيبها بالدعوة ورأت انها «ضرورية في هذا التوقيت»، اعتبرها ائتلاف «دولة القانون» مشابهة للدعوة إلى عقد مؤتمر وطني و «لن تغني عنه». وكان بارزاني دعا قادة الكتل السياسية إلى الإجتماع في اربيل لتسوية الخلافات، بعد فشل انعقاد المؤتمر الوطني الخميس الماضي. وأكدت النائب عن «التحالف الكردستاني» اشواق الجاف ل «الحياة» ان «الاجتماع الذي دعا اليه بارزانيليس بديلاً للمؤتمر، بل سيبحث في استمرار حكومة الشراكة الحالية وتصحيح أخطائها أو اللجوء الى خيارات اخرى». وأضافت ان «اللجنة المكلفة التحضير للمؤتمر اخفقت مرات في الاتفاق على موعد انعقاده، وهي تعمل وفق رغبات قادة الكتل وبالتالي لا بد من اجتماع على مستوى هؤلاء القادة لإنهاء الحلقة المفرغة التي تدور بها اللجنة». وأشارت الجاف الى ان «الكتل لم ترد بعد رسمياً على دعوة بارزاني الجديدة لكن بعض النواب أبدوا ترحيبهم بالفكرة وربما تصدر مواقف رسمية خلال الساعات المقبلة». وكانت «القائمة العراقية» رحبت امس بدعوة بارزاني وأعلنت في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، إن «الازمة السياسية التي يمر بها العراق حالياً وسط ازمات تعصف بالمنطقة تجعل من الضروري أن يجتمع قادة الكتل السياسية في هذا التوقيت للبحث في مصير العراق، باعتماد الشراكة الوطنية في قيادة البلاد بوصفها الحل الوحيد لمواجهة الازمات، وعدم التفرد باتخاذ القرارات لأن من شأن ذلك تعقيد المشهد العراقي ودفع البلاد الى المجهول». وأضافت أن «بارزاني هو صاحب مبادرة اربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة الحالية وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية يشعر بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات الداخلية». وأكدت انها «تؤيد دعوته للحوار كما سبق أن ايدت دعوة الرئيس جلال طالباني والسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر لتثبيت مفهوم الشراكة الوطنية كمنطلق لأي حوار مقبل وبخلاف ذلك سيكون العراق قد اندفع نحو المجهول مع احتمال تصاعد الازمة». إلى ذلك، أبدى النائب عن ائتلاف «دولة القانون» شاكر الدراجي استغرابه «التأييد المطلق الذي ابدته العراقية لاجتماع قادة الكتل في اربيل من دون شروط مسبقة ووضعها العراقيل امام عقد المؤتمر الوطني». وأوضح الدراجي في تصرح الى «الحياة» ان كتلته «ما زالت تتبنى مبادرة طالباني لعقد المؤتمر الوطني في بغداد ولا ترى بديلاً منه لأن الاطراف التي ستحضر اجتماع قادة الكتل في اربيل هي ذاتها المدعوة إلى المؤتمر». وأضاف: «هناك اطراف لا تريد للمؤتمر الوطني النجاح على رغم انها كانت تصر على ضرورة عقده قبل القمة العربية لكنها اثبتت انها تسعى الى اطالة امد الازمة لانها تعتاش على المشكلات السياسية». وأشار الى ان «التحالف الوطني سيعقد غداً (اليوم) اجتماعاً لمناقشة دعوة بارزاني وفرص عقد المؤتمر الوطني». وكان رئيس البرلمان اسامة النجيفي أعلن تأجيل المؤتمر الوطني بسبب ما اعتبره «عدم التزام الاطراف ما تم الاتفاق عليه من امور في الاجتماعات التحضيرية».