«لا أريد من هذه الدنيا سوى سكن لي أنا وأسرتي»، بهذه العبارة بدأ أبو عبدالرحمن حديثه حول معاناته النفسية والعضوية، والتي بدأت معه منذ كان صغيراً. يتمنى أبو عبدالرحمن أن يكون هناك حل لمشكلاته المتعددة والتي أصابته وأسرته بالإحباط الشديد، واضطرته إلى البقاء في المنزل، لا يخرج منه إلا إلى العمل أو المسجد. تلك هي حياة الشاب البالغ من العمر 34 عاماً، والذي بدأ سرد قصته: «أسرتي مكونة من خمسة أفراد وراتبي لا يتجاوز 2000 ريال، وأسكن في شقة بالإيجار بمعدل 1200 ريال شهرياً»، متسائلاً: «ماذا تفعل 800 ريال لي ولأبنائي، خصوصاً في ظل مصاريف الدراسة وغلاء المعيشة والملبس والفواتير؟!». تكاد الدموع تتساقط من عيني أبي عبدالرحمن، إلا أنه يتماسك ويضيف: «أعاني من شلل الأطفال وتشوهات في القدمين وأجريت جراحة تثبيت مفصل الاصبع الأكبر للقدم اليمنى، وتمت إعادة تثبيته جراحياً»، لافتاً إلى أنه قد خضع لسلسلة من الجراحات منذ عام 1989 إلى عام 1998م. ويتابع: «ابني يعاني من قصر القامة وتأخر في النمو عن المعدل الطبيعي المفترض للأطفال المماثلين له في عمره، وقد تبين بعد إجراء كثير من الفحوصات أن لديه نقصاً حاداً في هرمون النمو ويجب علاجه عن طريق إبرة يومية تؤخذ عن طريق الوريد تحت الجلد وتقدر كلفتها الشهرية ب 600 ريال، والمبلغ يختلف من فترة إلى أخرى ويعتمد على الشركة الموردة للدواء». ويتمنى أبو عبدالرحمن أن يجد من يعينه حتى يحصل على استشارة عاجلة لطفله، «لأنني لا أعلم ما سيكون مصيره»، لافتاً إلى أن مصاريف أبنائه سببت له الإحباط الشديد، «مللت من الجراحات والمستشفيات، ولا أرى بوادر حل لمشكلاتي، والغلاء الباهظ في أسعار المشتريات جعلني أترك مجبراً الكثير من الأساسيات، مع أنني أرى الانكسار في عيون أبنائي ولا أستطيع أن أفعل لهم شيئاً». ويستدرك أبو عبدالرحمن: «راجعت وزارة الشؤون الاجتماعية بخصوص ابني، وجرى تحويله إلى مستشفى الصحة النفسية لاختبار ذكائه، وتبين انه متوسط الذكاء بسبب نقص الهرمون وعدم عمل الغدة بالشكل المطلوب»، مضيفاً: «أعمل عن طريق الموارد البشرية ولا توجد لدي وسيلة نقل، ما يضطرني إلى المشي مسافة طويلة تسبب لي الكثير من التعب بسبب إعاقتي وأصل إلى العمل وأنا منهك القوى». وانتقد أبو عبدالرحمن شروط الضمان التي تشترط أن يكون عمر المستفيد 40 عاماً، وان يكون راتبه لا يتجاوز 1727 ريالاً، مستغرباً مثل هذه المقاييس التي لا تستند – بحسب وجهة نظره – على الواقع المعاش لكثير من أرباب الأسر. وعن الديون يكشف أبو عبدالرحمن أنه مطالب بسداد مبلغ 20 ألف ريال خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه يبحث عن مصدر رزق آخر يستطيع من خلاله الحصول على راتب شهري يتناسب مع عدد أفراد أسرته. ولا يخفي رب الأسرة المعوق أنه يعيش واقعاً مؤلماً وينتظر مستقبلاً مظلماً، «لا أعرف هل أحزن على وضعي الجسدي والمادي أم أخاف على نفسية أطفالي وزوجتي، الذين لم يستمتعوا بملذات الدنيا مثل أقرانهم»، متمنياً من فاعلي الخير مساعدته في تجاوز الظروف القاسية التي يواجهها وأسرته.