تمحورت المواقف السياسية في لبنان امس حول خطورة الارهاب، وملف العسكريين المخطوفين، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا السياق دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الى «الإلتفاف جميعاً حول الجيش ونبذ كل أشكال الإرهاب منعاً لأي بيئة حاضنة له». واعتبر أن «خطر المجموعات الإرهابية كبير جداً والمرحلة دقيقة وحساسة». وأكد وزير التربية الياس بو صعب «أننا مع تحرير العسكريين المخطوفين بأي وسيلة كانت، ولكن في الوقت نفسه لا يجب ان يؤدي هذا الأمر إلى استفزاز الدولة بهذه الطريقة وصولاً إلى انهيارها». وقال: «مستعدون لنرى ما هي المقترحات، فمبدأ المقايضة لم يطرح سابقاً في مجلس الوزراء، ولا نعلم ما هي المقايضة ومع من ستتم»، موضحاً «أن لا جديد في موضوع رئاسة الجمهورية، لكن الاوضاع الأمنية في المنطقة ولبنان تحتم علينا انتخاب رئيس الجمهورية للحفاظ على الدولة والمؤسسات». ولم يستبعد عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الذي توجه الى باريس، وعقد لقاء بين الرئيس الحريري والرئيس امين الجميل الذي يتوجّه الى باريس. وعلى خط التشريع، اشار فتفت الى «طريقتين لاقرار التمديد للمجلس النيابي: إما تعديل قانون الانتخاب وفق اقتراح النائب انطوان زهرا لتجنّب الطعن بالمهل الانتخابية التي اعتمدتها الحكومة، او الذهاب الى التمديد وفق اقتراح النائب نقولا فتّوش المكرر المُعجّل مع مناقشة مدة التمديد في الهيئة العامة لمجلس النواب مع ترجيح ادخال بند «ربط التمديد بانتخاب رئيس الجمهورية» بعد الحصول على التزامات من القوى السياسية بأنه فور انتخاب رئيس تجرى الانتخابات النيابية بعد 6 أشهر». واثنى فتفت على اللقاءات التي يعقدها النائب جنبلاط مع مختلف القوى السياسية»، معتبراً انه «يريد تمرير بعض الامور «بسلاسة» وإيجاد توافق عام في المجلس النيابي على بعض الملفات»، ومبرراً عقد هذه اللقاءات «بخوف» جنبلاط من الوضع الراهن ووصولنا الى الفراغ الكامل على المستويات كافة»، ولافتاً الى ان «جنبلاط يلتقي معنا في «تيار المستقبل» على ضرورة التمديد للمجلس». وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر الى ان «الحكومة دعت الى اجراء الانتخابات والقوى السياسية لبت الموضوع وتحضير نفسها للانتخابات والحكومة مقصرة في موضوع هيئة الاشراف على الانتخابات، وهناك من يطالب بالانتخابات لكنه يعطل اصدار مرسوم تشكيلها، ومن الافضل اجراء الانتخابات لتغيير المياه الراكدة التي لا تريد التشريع ولا تريد انتخاب رئيس والحكومة يجب ان تأخذ موقف»، مضيفاً: «اذا كانت قادرة على اجراء الانتخابات فلتقم بها، وانسحاب المستقبل موقف سياسي والسلطة التنفيذية يجب ان تقرر، وهي تقوم بترتيبات، والوزارات معطلة والمطلوب زيادة سقف الانفاق المالي لاخر العام حتى تلبي الحكومة احتياجات الادارات العامة، وهذا يتطلب جلسات تشريعية مقبلة». لا موقف مسيحياً موحداً وقال جابر: «نحن نتفق مع الفريق الآخر على ان هناك ضرورة قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية وكررنا موقفنا من الحضور الى جلسات انتخاب الرئيس بكل افراد الكتلة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يشدد على ضرورة عدم غياب احد ولا يجوز تعطيل السلطة التشريعية في حالات الضرورة لان ذلك يؤدي الى أضرار بحق البلد والشعب اللبناني ورئاسة الجمهورية موقع مهم جداً وموقعه محوري، هناك كتلة لديها راي اخر والمرشحون ليس لديهم النصاب لانتخابهم، وهناك بوادر سعي، لو كان هناك موقف مسيحي موحد لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه في موضوع الرئاسة». واوضح عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي المقداد «ان اللقاء بين جنبلاط و»حزب الله» دوري، والتواصل مطلوب بين جميع اللبنانيين ليجدوا مخرجا للأزمة خصوصا مسألة رئاسة الجمهورية»، مشيرا الى ان جنبلاط ليس مكلّفا بمسعى لتقريب وجهات النظر بين «حزب الله» و»المستقبل». وأكد المقداد «ضرورة ان تكون المخاوف الأمنية مشتركة بين اللبنانيين ليتوحدوا حول مواجهة التهديدات التي تعصف بكلّ المنطقة وليس فقط بلبنان، ومن المؤكد ان هذا الموضوع تطرّق إليه المجتمعون أمس، وهذا ما يجب بحثه من دون ان تكون هناك لقاءات مسبقة ولاحقة»، مشدّداً على «ضرورة ان يتوحد الجميع لمواجهة الارهاب الذي يهدّد كلّ لبنان وليس طائفة معينة أو منطقة محدّدة ولا بلدا معينا». العلاقة مع جنبلاط وعن تنسيق أمني بين «حزب الله» و«التقدمي الاشتراكي» خصوصاً في منطقة العرقوب وراشيا، قال: «لا أعلم ما هي التفاصيل الأمنية والعسكرية، لكن يُعمل بشكل جيد جداً لكي يبقى كلّ لبنان محمياً من الارهاب»، واصفاً العلاقة مع جنبلاط ب«الجيدة جداً وأكبر دليل الى ذلك لقاء أمس والكلام الذي صدر عن المجتمعين». وأمل عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم بأن تحصل انتخابات رئاسية»، لافتاً إلى أن «هذه ليست مقايضة ولا اتفاقاً يقام بين فريق وآخر، المفروض أن يسعى الجميع لتحصل انتخابات رئاسية أولا، وبعدها انتخابات نيابية، ولكن وضعها بطريقة المقايضة هو الخطأ». واوضح بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن «هناك مفاوضات بين كل الأفرقاء للوصول إلى تفاهم لنتمكن من السير بالاستحقاقات الدستورية والانتخابية بطريقة سليمة». وقال الوزير السابق فيصل عمر كرامي إثر استقباله وفداً من «حركة التوحيد الاسلامي»: «الهم المشترك هو مدينة طرابلس، وكل الشائعات التي نسمعها من هنا وهناك بأن خضة أمنية ستقع في طرابلس خلال العيد أو بعده، نحن سألنا واستقصينا كل الأجهزة الأمنية، وطمأنوننا الى ان الوضع الأمني في طرابلس مستتب وتحت السيطرة».