على رغم أهمية الاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، فإن ملف المخطوفين العسكريين لدى تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» بقي في صدارة اهتمام المسؤولين. وقال رئيس الحكومة تمام سلام إن «لبنان لن يُهزم أمام التحديات، وبخاصة أمام موجة الإرهاب التي يتعرض لها»، مؤكداً «أهمية تضامن اللبنانيين وتماسكهم لمواجهة التحديات التي تأتي في مقدمها مأساة العسكريين المخطوفين». وأكد سلام خلال استقباله في السراي الكبيرة لجنة مهرجانات بيروت الدولية أن «مأساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا وهي تحتل الأولوية القصوى لدينا»، مشيراً الى «أن خلية الأزمة الوزارية تتابع الملف بأقصى درجات الحرص والدقة»، أملاً ب «الوصول به الى خاتمته السعيدة». وأعلن وزير الاتصالات بطرس حرب، أن «ما من اصطفافات داخل الحكومة في موضوع العسكريين»، مشدداً على «وجود إجماع حول الموضوع الذي يجب ان يتم التعامل معه بجدية وسرية، وعلى أنه لم يتم طرح موضوع المقايضات». وقال ل «صوت لبنان»: «ما من دولة في العالم في مثل هذه الظروف إلا وتقوم باتصالات، ولا نملك سوى الوساطات الدولية، وخصوصاً مع قطر وتركيا. التواصل الدولي مستمر منذ اليوم الاول، والحكومة تعمل بتكتم وهي مصممة على الإفراج عن العسكريين والإسراع في المحاكمات». وحول مبادرة قوى 14 آذار، قال ان «رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان متجاوباً وأبدى استعداده لسحب ترشيحه لمرشح بديل، والمبادرة أطلقت للخروج من المأزق في موضوع الرئاسة»، ودعا النائب ميشال عون الى «عدم عرقلة الانتخابات»، محمّلاً اياه المسؤولية في ذلك، كذلك «حزب الله الذي يساند عون في تعطيل الانتخابات»، ورأى ان «التاريخ سيحاكم من يعطل الانتخابات الرئاسية، وإجراؤها هو الوسيلة الوحيدة لمنع التمديد للبرلمان». وأشار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى ان «داعش» بدأت التقسيم الطائفي للمخطوفين وتطلق السنّة وتشهّر بالشيعة لأن هدفها التقسيم، و «داعش» ليس لديها بيئة في لبنان وهي تدخل عندما لا يصبح هناك دولة، ولم يبق من هذه الدولة الا الحكومة، وضربها يؤدي الى فرط الدولة وداعش ظاهرة لن تدوم طويلاً». واعتبر النائب مروان حمادة ان «قضية العسكريين هي اولوية الاولويات، ولكن هناك تلازم بين الملف الامني والملف السياسي، ولو كان هناك رئيس كان هناك امكان لإصدار عفو خاص عن بعض المطلوبين للإفراج عن العسكريين، وكانت الهبة السعودية وصلت الى لبنان، ورئيس الجمهورية المقبل هو عنوان تأخير الهبة». وأوضح ان «المرشحين للانتخابات النيابية سيقدمون ترشيحاتهم، إلا انهم لن يتقدموا للانتخابات، وسيحصل تمديد بنوع او بآخر للبرلمان». وأشار الى ان «هناك اكثرية نيابية صامتة ترفض سلسلة الرتب، وهي خائفة من نتائجها». وأعلن حمادة عن تأييده رئيس المجلس النيابي نبيه بري في التشريع المحدود في البرلمان، ولكن ليس تشريع كل ما يريده بري وفريق 8 آذار، وهناك قوانين عدة يجب اقرارها حتى بظل غياب الرئيس». وأكد «تأييده لمبادرة 14 آذار والحوار المباشر مع «حزب الله». وأشار عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت الى أن «لا مؤشرات الى انتخاب رئيس على رغم المبادرات التي قدمتها 14 آذار، والتي قوبلت بكثير من الاستكبار، خصوصاً من جانب عون الذي يتعامل مع النواب بكثير من التصلف وفي الوقت نفسه يريد أصواتهم»، مؤكداً «ان لا تنازل عن جعجع في حال كانت هناك معركة». ودعا فتفت إلى «اتخاذ اجراءات فورية في ضبط الحدود لكبح التطرف، والأولوية هي إنقاذ 28 شاباً من الجيش وقوى الأمن وعدم تركهم للمزايدات والمساومات الإعلامية»، مؤكداً ان «كل الدول تفاوض لإطلاق مخطوفيها ولحماية شعبها». ورأى عضو الكتلة ذاتها النائب محمد قباني ان «ملف العسكريين معقد، وهو اكبر من قدرة الحكومة على التعاطي بالموضوع»، مشدداً على «ضرورة بذل كل الجهود من اجل انقاذهم». وقال : ليس سراً أن هناك مونة يمكن لقطر أن تمارسها مع «النصرة» ولا أعلم إذا كان للقطريين القدرة للتعاطي مع «داعش». وطالب في حديث الى «صوت لبنان» «الحكومة بعدم التأخر في اتخاذ اي تدبير يؤدي الى الإفراج عن العسكريين، وإذا من مقايضة فلنعملها. ولو غضب البعض، لأن هناك أناساً مهددون بالذبح من جانب الجماعات»، محذراً من اي تحريض على الحكومة «لأن موضوع سلامة العسكريين لا يدخل في اطار المزايدات او تسجيل النقاط في مرمى الحكومة». وشدد على «ضرورة ان نعي أخطار التطرف، وأن نلتقي على الوحدة الوطنية من خلال ملء الفراغ الرئاسي والاسراع في انتخاب رئيس، وأن يتخلى بعض الطامحين عن احلامهم حتى لو كانت مشروعة، فالظروف الخطيرة تقتضي من الجميع التعالي والاتفاق على رئيس يجمعنا»، مبدياً «استعداد تيار المستقبل للحوار مع «حزب الله» و8 آذار كافة، للتوصل الى مرشح يخترق حاجز الانقسامات». وعن دور «المستقبل» في إبلاغ عون أنه لن يحظى بالدعم للرئاسة، سأل قباني: «أليست بيانات كتلتنا بأن عون لا يمكن أن يكون رئيساً للجمهورية كافية؟ بياناتنا كافية، والموقف تكرر أسبوعاً بعد آخر، وليس ضرورياً أن يقف سعد الحريري ويقول له أنا لست معك، ومن يستطيع إقناع العماد عون بأنه لا حظ له بالرئاسة هم حلفاؤه».