استحوذ موضوع تشريع الضرورة، إضافة إلى الانتخابات النيابية المفترضة، وربْط زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري هذه الانتخابات بوجوب إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، على المواقف السياسية اللبنانية. وكان الحريري أعلن في تغريدة عبر «تويتر» أن «تيار المستقبل لن يُشارك في الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. ليتفضلوا إلى إنهاء الفراغ في الرئاسة، ونحن على استعداد لأي استحقاق آخر، وخلاف ذلك هناك رهان على المجهول، وربما السقوط في الفراغ التام». ولفت إلى أن كلاماً كثيراً سيقال عن صفقة للتمديد للمجلس النيابي، مؤكداً أن «لا صفقة ولا من يحزنون». وجرى اتصال بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والحريري بعد الموقف الذي أعلنه الأخير. ورحب النائب مروان حماده بالمبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري، واعتبرها «صرخة ضمير في الصحراء السياسية». وقال: «في ذلك تعبير صادق عن تمسكه بنص الميثاق الوطني والدستور وروحهما، بنية إبعادهما عن المناورات السياسية الجارية التي تدور في حلقة مفرغة وتزيد في فرط العقد السياسي وانحدار الطبقة السياسية في نظر الناس، فالبادي اليوم أن اللبنانيين وضعوا أمام خيارين: التمديد بالنص أو التمديد بالانتخاب. وكلا الخيارين تفوح رائحتهما من الترشيحات والتزكيات والمقايضات المطروحة». وأضاف: «حبذا لو توجهنا جميعنا إلى ساحة النجمة لانتخاب رئيس فوراً وقبل كل شيء، ثم نعود الى بيوتنا، ونترك الشعب اللبناني يختار بعيداً من كل هذه المساومة». وشدد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب غازي العريضي على أنه «مع أولوية الانتخابات الرئاسية لأنها المدخل لإعادة تفعيل عمل المؤسسات». وأوضح «أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يمثل الحيثيات الوطنية للترشح للانتخابات الرئاسية، شئنا أم أبينا، ولا أحد يستطيع أن ينزع الصفة التمثيلية عنه»، مؤكداً «أن ما من شيء جديد على صعيد الرئاسة». ورأى أنه «لا بد من تمديد للمجلس، فعلى رغم أن ذلك يشكل ضرراً، لكنه ضرورة»، لافتاً إلى أنه «حتى الساعة لم يتم الاتفاق على التمديد ولا على مدته». ورحب عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سمير الجسر، ب «أي حراك ولقاءات تدفع باتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى «أن ما من سبب يمنع إجراءها». ولفت إلى أن «الحراك أفضل من السكون الذي يشبه الموت، خصوصاً أننا ندرك مدى خطورة عدم إجراء الانتخابات وعدم وجود رئيس للجمهورية في الحياة السياسية»، مؤكداً أنه «لم يتم الحديث مطلقاً في موضوع التمديد للمجلس النيابي إلا إذا رأينا أن ما من أفق لإجراء الانتخابات الرئاسية». ورأى عضو الكتلة ذاتها النائب أحمد فتفت، أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو من يريد التمديد بكل بساطة، وأنا مقتنع بذلك، لكنه يريد أن يقبض ثمنه مرات إضافية، وبالتالي فإن بري يناور، وهو مناور بارع». وأوضح فتفت أن «موقف الرئيس الحريري هو إعادة تأكيد الموقف القائل إن الأولوية يجب أن تتركز من جميع القوى على انتخابات رئاسية بأسرع وقت ممكن، لكي نعيد ملء السلطات وتفعيل عمل المؤسسات في البلد». وعن إمكان حضور جلسات التشريع، قال: «نحن لم نغير موقفنا من موضوع حضور جلسات التشريع داخل المجلس النيابي وأعلنا بوضوح أننا ضد التشريع الفضفاض في ظل غياب حكومة فاعلة وفي غياب رئيس للجمهورية، وكنا واضحين أننا نريد تشريع الضرورة». وفي المقابل، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم «كلام الرئيس بري أن لا وجود لصفقة ولا كلام في هذا الإطار بشأن التمديد»، وقال: «موقف الكتلة هو إجراء الانتخابات النيابية في موعدها»، متوقعاً البت في «ملف الاستحقاق الرئاسي من الآن وحتى شهر».