تواصلت المعارك في شرق أوكرانيا أمس، فيما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله بأن تحقق انتخابات نيابية «استقراراً» في أوكرانيا التي اعتبرها دولة «شقيقة» لبلاده. واستؤنف تبادل كثيف لإطلاق النار بأسلحة ثقيلة في محيط مطار دونيتسك، معقل المتمردين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا، علماً أن 12 مدنياً قُتلوا في المدينة الأربعاء بقصف على باص إجرة ومدرسة. واتهم المتمردون الجيش بإطلاق النار، مؤكدين انهم لا يملكون نوعية الذخيرة التي عثر عليها. لكن الجيش نفى تورطه بالأمر. إلى ذلك، أعلنت روسيا أنها فتحت تحقيقاً في شأن وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي، لاتهامه ب «الإعداد لارتكاب جرائم واستخدام أساليب ووسائل حرب محظورة وتنفيذ إبادة» ضد السكان الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا. ويشمل التحقيق ايضاً رئيس الأركان الأوكراني فيكتور موجينكو وقائد الفرقة 25 للقوات الأوكرانية اوليغ ميكاس وعسكريين اوكرانيين بارزين، اذ تتهمهم موسكو ب «اصدار اوامر هدفها القضاء التام على الناطقين باللغة الروسية المقيمين على اراضي جمهوريتَي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين أحادياً» في شرق اوكرانيا. كما أعلنت روسيا توجيه اتهامات الى جندي من القوات الخاصة الأوكرانية، بقتل مدنيين، مشيرة الى توقيفه على اراضيها حيث أتى بحثاً عن عمل. وكرّر الحلف الأطلسي أن مئات من القوات الروسية ما زالت في أوكرانيا، مشيراً الى إن موسكو ما زالت تنشر حوالى 20 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية. تزامن ذلك مع حض الأمين العام الجديد للحلف ينس ستولتنبرغ موسكو على القيام ب «تغيير فعلي في تحرّكاتها»، معتبراً أنها ما زالت قادرة على «زعزعة استقرار اوكرانيا». لكنه استدرك أنه «لا يرى تناقضاً بين ان يكون الأطلسي قوياً، وبين جهدنا المتواصل لإقامة علاقة بنّاءة مع روسيا». في موسكو، سخر بوتين من العقوبات «الغبية» التي فرضها الغرب على روسيا، معتبراً أنها لن تمنعها من تطوير قوتها الاقتصادية. وأشار إلى أن حكومته «مستعدة لدعم القطاعات والشركات المتضررة من العقوبات الأجنبية، وزيادة رؤوس أموال المصارف المحلية». وأعلن أن روسيا تريد التحوّل إلى التعامل بالعملات الوطنية، في صفقاتها التجارية مع الصين ودول أخرى، إذ رأى في الأمر «آلية حقيقية للحد من الأخطار». ووصف بوتين أوكرانيا بأنها دولة «شقيقة» لروسيا، مشدداً على أن «خروجها من أزمتها السياسية والاقتصادية هو من المصالح الوطنية لروسيا». وأضاف: «نحن مهتمون بوجود شريك وجار موثوق». وأعرب عن أمله بأن تفضي الانتخابات النيابية المرتقبة في اوكرانيا في 26 من الشهر الجاري، الى «استقرار سياسي طال انتظاره». وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل شددت في اتصال هاتفي ببوتين، على «مسؤولية روسيا في ممارسة نفوذها على انفصاليي» أوكرانيا، داعية الى «احترام كامل» لاتفاق وقف النار. وأفاد الكرملين بأن «بوتين أكد الحاجة لمنع حدوث مزيد من الهجمات على أهداف من الوحدات الأوكرانية في جنوب شرقي أوكرانيا».