أعلن الحلف الأطلسي أمس، أن «مئات من الجنود الروس»، بينهم «أفراد من القوات الخاصة»، ما زالوا في شرق أوكرانيا. تزامن ذلك مع إبقاء الاتحاد الأوروبي على عقوبات مفروضة على موسكو، معتبراً أن اتفاق السلام في أوكرانيا لم يُنفذ كلياً، ولو رأى «تطورات مشجعة» في «بعض نواحي» الاتفاق. وتخيّم هدنة هشة على بدء الحملة الانتخابية في أوكرانيا، إذ يشنّ الانفصاليون الموالون لروسيا أضخم هجوم في خلال شهر، فيما أطلقت موسكو «تحقيقاً جنائياً» في «إبادة» كييف ناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا. وأبلغ الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن موسكو تتجاهل بنود اتفاق سلام أُبرِم في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، مشدداً على انه «يتوقع أن تلتزم روسيا ببروتوكول مينسك وأن تسحب قواتها وتضمن إغلاق الحدود وتقيم منطقة عازلة». وبدا أن وفداً من الجيش الروسي فشل في محاولته إقناع المتمردين بالانصياع لبنود خطة أُبرِمت في 20 أيلول لتعزيز الهدنة، وتنص على انسحاب طرفَي النزاع مسافة 15 كيلومتراً عن خط الجبهة، والسماح لمراقبين أوروبيين بالإبلاغ عن أي استئناف للعنف الذي أوقع 3200 قتيلاً منذ بدء النزاع. وأعلن الجيش الأوكراني مقتل 9 من جنوده بهجوم للانفصاليين قرب منطقة مطار دونيتسك، فيما تحدث مسؤولون عن مقتل 4 مدنيين في هجمات صاروخية وبقذائف هاون في دونيتسك ولوغانسك، معقلَي المتمردين. وقال ناطق باسم الجيش الأوكراني إن المتمردين يستخدمون مجدداً صواريخ غراد التي أدت سابقاً إلى تدمير عشرات من منازل المدنيين. إلى ذلك، قدّم جنديان أوكرانيان كانا ضمن عشرات من السجناء أُفرج عنهم في تبادل لأسرى شمال دونيتسك، أدلة جديدة على ضلوع روسيا عسكرياً في شكل مباشر في نزاع شرق أوكرانيا. وقال الجندي أليكسي كوشيلينكو إنه أُسِر خلال معارك ضارية في 24 و25 آب (أغسطس) الماضي قرب بلدة إيلوفايسك شرق دونيتسك. وأضاف أن اللواء 93 الميكانيكي الذي يخدم فيه، حوصر و«هُزم خلال 20 دقيقة» في معركة تكبدت خلالها القوات الحكومية خسائر فادحة. وتابع أن العسكريين الذين واجهوهم «كانوا قوات روسية وقالوا إنهم كتيبة هجوم محمولة جواً من كوستروما»، وهي مدينة تبعد 300 كيلومتر شمال شرقي موسكو. وقال جندي آخر يُدعى أندريه كروبا إن اللواء 53 الميكانيكي الذي يخدم فيه، تكبد أيضاً خسائر في المعركة ذاتها، مضيفاً: «كانوا مظليين من كوستروما». يأتي ذلك مع انتهاء مهلة تسجيل الترشيحات للانتخابات النيابية المرتقبة في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وعلى رغم عرض بوروشينكو منح مناطق الانفصالين حكماً ذاتياً، في مقابل تخليهم عن المطالبة بالاستقلال، رفض المتمردون المشاركة في الانتخابات الأوكرانية، وأعلنوا تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية في مناطق نفوذهم، في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. في غضون ذلك، اتهمت موسكو القوات الأوكرانية باستهداف المواطنين المتحدثين بالروسية، مستخدمة أسلحة ثقيلة في «جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك» شرق أوكرانيا. ووَرَدَ في بيان أصدرته لجنة التحقيق للاتحاد الروسي، وهي وكالة لإنفاذ القانون تتبع الرئيس فلاديمير بوتين مباشرة: «بدأت لجنة التحقيق قضية جنائية في إبادة سكان جنوب شرقي أوكرانيا المتحدثين بالروسية. أعطى ممثلون غير محددين للقيادة السياسية والعسكرية العليا في أوكرانيا والحرس الوطني، أوامر هدفها الإبادة المقصودة للمواطنين المتحدثين بالروسية».