لم يحصل العازف عمر البياتي على لقب «سفير السلام» في الحفلة التي نظمت لمناسبة يوم السلام العالمي عبثاً، فهو العازف الوحيد في بغداد الذي سخّر الموسيقى لدعم الأيتام والمحتاجين والنازحين، وفرقته «البياتي» هي الوحيدة التي لا تعزف إلا في الحفلات الخيرية المخصصة لدعم فئة من فئات المجتمع. اللقب ناله عمر في آخر حفلة خيرية أحياها في «مول المنصور» في بغداد لمناسبة كرنفال السلام العالمي الذي احتفلت به العاصمة العراقية، فعزف فيه منفرداً قبل أن يعزف في اليوم الثاني بصحبة فرقته الموسيقية التي تتكون حالياً من خمسة أشخاص بعدما بدأت بشخصين عام 2012. نشاطه في مجالات أخرى غير الموسيقى جعله يحصل على لقب آخر هو «أبرز شخصية شبابية» لعام 2014 فهو ناشط مدني إلى جانب كونه عازف غيتار، ويقول إنه تعلم التمرد من الموسيقى التي يعزفها، موضحاً: «على رغم عزفنا للأغاني التراثية للفنان ناظم الغزالي بشكل مستمر وفي كل حفلاتنا، فإني أجازف كثيراً في عزف ألحان بعض الاغاني الشبابية». علاقته بالغيتار تبدو علاقة صداقة فهو لا يشعر بأن هذه الآلة جزء من دراسته قدر شعوره بقربها منه. وهو شخص «عصبي جداً في حياتي الخاصة ومتقلب المزاج. وتدفعني المزاجية الى المجازفة في عزف بعض الألحان أحياناً والخوف من تجربة عزف جديدة في أحيان أخرى. وحتى الغيتار صديقي المقرّب اتعامل معه بمزاجية أحياناً». «فوق النخل» و «ميحانة» وطالعة من بيت ابوها» وغيرها من الاغاني التراثية تبدو الهوية البارزة لفرقة عمر، وهو يعزف هذه الألحان مع فرقته بشكل دائم في الحفلات الخيرية الى جانب عزفه بعض الأغاني العربية. يقول: «في بداية تأسيس الفرقة ومشاركتها في الحفلات الخيرية كان الناس يطالبوننا بعزف هذه الاغاني. ومع الوقت، تحولت إلى ميزة وتخصص في فرقتنا مع أننا لم نختر هذا التخصص فقد فرضه علينا الناس». أول مهرجان عام أحيته الفرقة كان مهرجان الشباب في بغداد عام 2013 وكان مخصصاً لدعم الشباب الذين ينتمي إليهم عمر الذي لم يتجاوز ربيعه الحادي والعشرين، ثم توالت الحفلات الخيرية التي أحيتها الفرقة. ولا يقتصر عزف الفرقة على منطقة معينة، فقد أحيت الكثير من المناسبات في أماكن مختلفة مثل شارع المتنبي وشارع ابي نواس والجامعة المستنصرية وغيرها من الاماكن في بغداد. ومنذ عودة عمر من سورية بعد دراسته في معهد الموسيقى هناك وتشكيله الفرقة، تمكن مع زملائه من المشاركة في عدد من الحفلات الخيرية في بغداد، وهي الفرقة الشبابية الوحيدة التي تتخصص في إحياء تلك الحفلات وتبتعد عن الحفلات الخاصة.