في أجواء شبابية وتناغم موسيقي، قدّمت فرقة «ستورم» أمسية فنية في الاسكندرية، امتزجت فيها ايقاعات شرقية وغربية، مع الاعتماد على آلات كالعود والماندولين والكمان والأوكورديون. وأعطت الفرقة جمهورها الذي اكتظ به المسرح، شحنة من الانفعالات المرهفة والمشاعر الدافئة التي صهرتها في رموز تعبيرية متناسقة موسيقياً، مازجة بين ثقافتين، عربية وغربية، لتخرج مقاطع موسيقية نابعة من عمق منطقتنا، لكنها تقدّم بلغة غربية ليفهمها العالم. وانضم الى الفرقة في الحفلة مغني الراب أحمد شديد ليشارك بأغنية مزجت بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الراب. ويقول علاء الجيشي عازف الغيتار وأحد أعضاء الفرقة والحاصل على دكتوراه في التوزيع الموسيقي: «نصرّ على استخدام الآلات الشرقية التي يمكننا من خلالها أن نعزف لوناً آخر من ألوان الموسيقى الغربية، فنحن نمزج بين الغربي والشرقي ولكن بلغة كتبت لتزيد خصوصية مشروعنا الموسيقي الشرقي». ويضيف: «لا يقتصر عملنا على العزف والتلحين، بل نقدم مقطوعات موسيقية شرقية بنكهة غربية تعتمد على الصوت الدافئ والحنون للآلات الموسيقية العربية». في المقابل، يدعو عازف الغيتار في الفرقة أحمد مصطفى الجمهور الى الاستمتاع الموسيقي كأرقى تعبير إنساني. ويقول: «أترك أفكارك القديمة خلف ظهرك، إرتدِ ثوباً من المستقبل وتزيّن بالشفافية، ألقِ بأزماتك الملونة بكل الألوان الداكنة خلف ظهرك. شاركنا وانتظر...». يؤكد مصطفى أنه ورفاقه لا يقدمون الرومانسيات بل قضايا اجتماعية وسياسية تخاطب عقل الإنسان وضميره، من خلال مواقف يتعرضون لها هم وأبناء جيلهم من الشباب. فأغاني الفرقة تضج بالدفء الإنساني وحب الحياة والمرح والنقد البنّاء والدعوة إلى الإيجابية من خلال اقتناص المفارقة الطريفة والألفاظ المبتكرة. ويهتم الفريق الذي أسس عام 2007، بالموسيقى التركية القديمة، ويبحث عن الجمل اللحنية المميزة والأغاني الراقية، ويستعملها أحياناً ليضيف اليها نكهة وطابعاً مصريين، فيخرج خليط متزن من مأثورات لحنية ذات طابع مميز لا يخلو من إسقاطات سياسية. تتكوّن الفرقة من أحمد مصطفى (ليد غيتار)، محمود غالاكسي (ماندولين)، محمد يسري (عود)، مصطفى العطار (كمان)، وليد نادر (دارمز)، علاء الجيشي (باص جيتار). ومن أغانيها «دبي وساعة عصاري»، «منتهى الإخلاص»، «راحة البال»، و «المصباح». وحقق الفريق شهرة لافتة بين الشباب في مصر بفضل حفاظه على الآلات الشرقية الأصيلة وتطويعها وفق أداءات موسيقية غربية حداثية.