موسيقى الروك هي أحد أنواع الموسيقى الشعبية التي راجت في ستينات القرن الماضي في أميركا وبريطانيا، وتعود جذورها إلى الأربعينات. هي هجين موسيقي يعتمد على ثلاث آلات رئيسية: الغيتار الكهربائي والباص والدرامز، تطوّر من موسيقى الروك أند رول التي نشأت أيضاً من تداخل أنماط موسيقية كانت سائدة آنذاك كالبلوز والكانتري والفولك. موسيقياً، درج الروك على استعمال الإيقاع الرباعي في الدرامز، إلا أن تفرع الروك إلى أنماط أخرى لاحقاً ساهم في تنوع الإيقاع ودخول أوزان جديدة عليه. غنائياً، يعتمد هذا النوع الموسيقي على إظهار القوة في الأداء الصوتي أكثر من الغناء الرخيم والهادئ. وتحكم علاقة الكلمات بالغناء هذا الأداء الذي يتضح عنفوانه في الكلمات الثورية ويصبح أهدأ كلما تطرق إلى الرومانسية. وتدور الأغاني حول الأحاسيس البشرية كالغضب والاكتئاب، وتنقل رغبات جامحة كالتحرّر وكسر التقاليد. يشار إلى أن الروك أيضاً حركة ثقافية وظاهرة اجتماعية لم تقف عند حدود الموسيقى بل تجاوزتها لتشمل أبعاداً ثقافية وفنية. ونجحت موسيقى الروك في التوسّع عالمياً حتى سيطرت في العقود الأخيرة على ساحة الموسيقى الشعبية في الغرب. وهذه السنة، يحتفل عالم الروك بالذكرى ال50 لتأسيس فرق شهيرة كان أثرها كبيراً محلياً وعالمياً، مثل «The Band» الكندية التي كانت مؤلّفة من ليفون هيلم المغني ولاعب الدرامز، ريك دانكو عازف الباص، روبي روبرتسون عازف الغيتار، غارث هودسون عازف الكيبورد، وريتشارد مانويل الذي كان يعزف على آلات متنوّعة. كانت انطلاقتهم عبر ألبوم في عنوان «Music From Big Pink» عام 1968 بعد أربعة أعوام على تأسيس الفرقة، واشتهروا بأغنيات أبرزها «The Weight» ،«This Wheel's On Fire» و «Up On Cripple Creek». عُرفت هذه الفرقة بأسماء مثل «Levon» ،«The Hawks» و «The Canadian Squires» قبل أن تبدأ الظهور في حفلات بوب ديلان لتقدّم عروضاً ثانوية وتُعرف أخيراً باسم الفرقة الرسمي «the band» التي استمرّت بالعطاء حتى عام 1977، ثم توقفت عن الإنتاج الموسيقى لتعود بين عامَي 1983 و1999 حين توقّفت في شكل نهائي. أما فرقة «The Byrds» فتأسست في لوس أنجليس وكانت من الفرق الأميركية القليلة التي نجحت خارج حدود الولاياتالمتحدة، وكانت تعتبر في مستوى فرقتَي الروك البريطانيتين الشهيرتين «the rolling stones» و «the beatles». تألّفت من ديفيد كروسبي (غيتار، مغنٍ)، رودجر ماكغوين (غيتار)، كريس هيلمان (باص)، ومايكل كلارك (درامز). كان ألبوم الانطلاقة في عنوان «mr. tambourine man» عام 1965 وكان من أنجح الألبومات التي أصدروها حتى توقّفت الفرقة عام 1973. ومن الفرق الأميركية التي ولدت قبل 50 سنة، «لينرد سكينرد» التي تأسّست في جاكسونفيل في ولاية فلوريدا، وضمّت روني زاندت (المغني الرئيسي)، غاري روسّينغتون (غيتار)، آلن كولنز (غيتار)، لاري جانستروم (باص)، وبوب بيرنز (درامز). وكان ألبوم الانطلاق يحمل اسم الفرقة عام 1973، وحاز شهرة واسعة، أما أكثر الأغاني التي اشتهرت للفرقة فهي «free birds» ،«gimme three steps» و «sweet home Alabama». كانت الفرقة في أوج عطائها عام 1977 عندما مات ثلاثة من أعضائها وأصيب اثنان إصابات بالغة في حادث سقوط طائرة في ميسيسيبي، فتوقّفت عن الإنتاج، لكنها عاودت نشاطها مع أعضاء جدد عام 1987، وأطلقوا ألبوماً جديداً عام 2012، وما زالت الفرقة مستمرّة. وفي القارّة الأوروبية فرقتان انتشرتا في شكل واسع وكان لهما أثرهما الكبير في أنحاء العالم، هما «the who» و «the moody blues». الأولى، تأسّست في العاصمة البريطانية لندن وضمّت رودجر دالتري (المغني الرئيسي)، بيت تاونزند (غيتار)، جون أوكس أنتويسل (باص)، ودوغ ساندوم (درامز)، وكان ألبوم الانطلاقة «my generation» عام 1965. ومن أبرز الأغاني التي اشتهرت لفرقةthe who «my generation»، «pinball wizard»، «baba o'riley، و «won't get fooled again». وفي وقت لاحق، ترك العضو المؤسس ساندوم الفرقة ليحل مكانه كيث مون. اشتهرت الفرقة بتحطيم الغيتارات وأدوات الدرامز خلال حفلاتها المباشرة. وبقيت الفرقة البريطانية فاعلة حتى عام 1978، ولم تطلق إلا ألبوماً وحيداً منذ ذلك الحين في عام 2002. أما الثانية وهي «the moody blues» فأسّسها في مدينة برمنغهام مايكل بيندر (كيبورد)، راي توماس (فلوت ومغنٍ)، داني لين (غيتار)، غرايم إدج (درامز)، كلينت وورويك (باص، وجاستن هايووارد (مغنٍ، غيتار). انطلقوا بألبوم «the magnificeint moodies» واشتهروا بأغانٍ كثيرة منها «nights in white satin» و «the story in your eyes». انطلقت الفرقة البريطانية كفرقة «ريتم أند بلوز»، شأنها في ذلك شأن معظم الفرق البريطانية التي ولدت أواسط الستينات مع ما يسمى «الغزو البريطاني» الفني للولايات المتحدة. وبعد فشل ألبومها الأول، تحولت إلى الروك وتميزت باعتمادها الموسيقى الأوركسترالية إلى جانب الآلات التقليدية لفرق الروك. ... نصف قرن على ظواهر موسيقى مع فرق صنعت أغاني لا تشيخ، ولا تزال الإذاعات تبثها والمستمعون يقبلون عليها. هي أغان بكلمات وألحان من زمن كانت صناعة الفن فيه أكثر جدية وعمقاً مما هي عليه في زمن الاستهلاك السريع.