يلتقي اليوم في برلين وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في اول لقاء بين الرجلين منذ تعيين كيري في منصبه، وينتظر ان يركز هذا اللقاء على الخلاف في مواقف البلدين من الازمة السورية. ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع لافروف امس في موسكو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال ان النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يريد الحوار «حتى من يمسك السلاح في يديه». وكان كيري الذي اجتمع في لندن مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون ووزير الخارجية وليم هيغ، دعا «الائتلاف الوطني» السوري الى عدم مقاطعة مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي ينتظر ان يعقد في روما الخميس المقبل. كما اعلنت الخارجية الاميركية ان كيري اتصل هاتفيا برئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب لحثه على حضور هذا المؤتمر كما توجه السفير الاميركي في سورية روبرت فورد الى القاهرة لاقناع قادة «الائتلاف» بالحضور. وفي رده على انتقادات المعارضة السورية لمستوى الدعم الغربي، اوضح كيري ان مؤتمر روما لن يكون للتحدث فقط، بل سيخصص لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة. وشدد على أهمية تقوية المعارضة مع التمسك بالحل السلمي. وأكد الخطيب في تصريحات في القاهرة «أن المشاركة في مؤتمر روما قيد الدرس»، وسيكون هناك اجتماع آخر ل «ألائتلاف» للتوصل إلى القرار النهائي، و «إذا وجدنا أن الوعود التي تم الحديث عنها كافية أو مناسبة فستكون هناك فرصة لحضور مؤتمر روما». وفي هذا الوقت، اعلن المعلم، خلال لقاء لافروف في موسكو، ان النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يريد الحوار «حتى من يمسك السلاح في يديه». ورد الخطيب على هذه الدعوة، فقال «ان الحوار ليس كسباً للوقت أو المماطلة والنظام رفض أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين وطلبنا إطلاق سراح النساء أولاً لكن النظام لم يتخذ أي خطوة في هذا الإطار بل رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة». من جهة اخرى أكد المعلم أن «المواجهة القائمة في سورية هي حرب على الإرهاب ونحن نواجه جبهة النصرة وهي أحد فصائل تنظيم القاعدة الذي حشد في سورية مقاتلين من 28 بلدا، بما فيها الشيشان». فيما قال لافروف ان موقف بلاده ينطلق من الحرص على «المحافظة على سلامة سورية وشعبها» وجدد التأكيد أن موسكو «لا تنطلق من دعم لأفراد أو شخصيات معينة، بل تسعى لايجاد حل ينهي معاناة الشعب». وحض القيادة السورية على تعزيز التوجه نحو الحوار، مشيرا إلى أن «عدد مؤيدي بدء المفاوضات يتزايد». وفي نيويورك، ينتظر ان يبحث مجلس الأمن غداً الوضع الإنساني في سورية في جلسة يستمع خلالها الى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، حيث سيقتصر البحث على الجانب الإنساني «في ضوء عدم إمكانية بحث الجانب السياسي من الأزمة السورية» بحسب ديبلوماسيين في المجلس. وستعقد الجلسة بدعوة من بريطانيا وستخصص للاستماع الى تقرير من آموس حول الجهود الإنسانية فيما «لا تزال الحكومة السورية ترفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية الى سورية إلا من خلال المعابر الخاضعة لسيطرتها المباشرة مما يعرقل وصول المساعدات الى الكثير من المناطق المنكوبة» وفق المصادر نفسها. وقال ديبلوماسيون إن الحكومة السورية «تعتبر أن السماح بإدخال المساعدات مباشرة من تركيا والأردن ولبنان والعراق سيحد من سيطرتها على توزيع المساعدات وهي تتخوف من توسيع إطار المساعدات لتشمل مواد غير إغاثية». وقالت موظفة دولية مطلعة على عمل البعثات الإنسانية في سورية إن «شحنة مساعدات وصلت أخيراً الى إدلب بعد تأخير طويل حيث نقلت أولاً الى مرفأ اللاذقية ومنها براً الى ريف إدلب، وهو ما يؤكد ضرورة تسهيل وصول المساعدات من معابر مختلفة في شمال البلاد وجنوبها». وأشارت الى أن «العقدة الفعلية هي أن القانون الدولي يمنع الأممالمتحدة من إيصال المساعدات الى بلد ما من دون موافقة الحكومة المعنية وهو ما يصعب الموقف في سورية لأن الحكومة السورية لا تزال متمسكة بمراقبة كل المساعدات التي توزع في البلاد». وعلى الصعيد الميداني تحدثت مصادر المعارضة عن اشتباكات عنيفة وقعت امس مع قوات النظام في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، وقالت ان هذه تعتبر آخر المواقع التي يسيطر عيلها النظام هناك. واسقط مقاتلو المعارضة طائرة مروحية فوق مطار منغ في ريف حلب حيث تستمر المعارك ايضا. ووصف «المرصد السوري لحقوق الانسان» هذه الاشتباكات بانها «الاعنف منذ اشهر» في المنطقة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة. كما دارت اشتباكات بالقرب من مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب. وشن الطيران الحربي السوري امس غارات في جبل الزاوية في ريف ادلب وفي محافظات حماة والرقة ودرعا وريف دمشق. وذكرت المعارضة ان 200 عنصر من قوات النظام اعلنوا انشقاقهم امس في الاحياء الجنوبية من دمشق.