تجمع عشرات الآلاف من الإسبان استعداداً لتظاهرة حاشدة مساء أمس في مدريد وعشرات المدن الإسبانية ضد التقشف والفساد، في حين تعاني البلاد انكماشاً وبطالة ويجري البحث عن سبل لتنقية المؤسسات التي تنخرها الفضائح. وكثرت الشعارات تحضيراً لهذا «الحشد البشري» ليوم 23 شباط (فبراير) الذي يصادف ذكرى محاولة الانقلاب العسكري الذي زرع الرعب في الديموقراطية الإسبانية الشابة في 23 شباط (فبراير) 1981. ومن هذه الشعارات «لا لانقلاب الأسواق» و»من اجل ديموقراطية حقيقية» و»دفاعاً عن مؤسسات الخدمات العامة». وتجمع الموظفون والمدرسون والأطباء والممرضات والحركات النسائية والجمعيات البيئية والأحزاب السياسية الصغيرة وتجمعات حركة «الغاضبين» لعمال مناجم شمال إسبانيا، في أربع نقاط في مدريد قبل أن يسيروا نحو ساحة نبتون قرب مبنى مجلس النواب. وتضمن برنامج «23 أف» (23 شباط): «في 1981 وبعد الانقلاب العسكري، تظاهر المواطنون بكثافة للدفاع عن الحرية والديموقراطية. واليوم بعد مرور 32 عاماً، ندعو كل المواطنين وكل الجمعيات وكل التجمعات إلى التجمع في يوم التعبئة». أما المتظاهرون فقالوا إنهم يستهدفون سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة اليمينية برئاسة ماريانو راخوي منذ سنة والتي ترمي إلى توفير 150 بليون يورو على مدى ثلاث سنوات، بحلول 2014، لتقليص العجز في موازنة البلد. لكن سياسة التقشف هذه التي تجاوزت الحدود، تعتبر بمثابة كابح للنهوض الاقتصادي في حين تعلن إسبانيا الغارقة في الانكماش عن معدل بطالة يفوق 26 في المئة. وبالنسبة إلى عام 2013، تبقى الآفاق غامضة للغاية مع توقع وصول البطالة إلى 26.9 في المئة وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بواقع 1.4 في المئة، وفق المفوضية الأوروبية. والملكية التي بقيت سمعتها حتى الآن بمنأى عن أي شبهة، تجد نفسها غارقة في فضيحة غير مسبوقة تتمثل في تحقيق حول اختلاس الملايين من الأموال العامة ما جعل صهر ملك إسبانيا إيناكي اوردانغارين يمثل مجدداً أمس في جزر الباليار أمام قاض مكلف التحقيق في فضيحة فساد. وبلغت هذه الفضيحة حداً دفع بالديوان الملكي الإسباني أول من أمس إلى نشر نفي شائعات حول احتمال تخلي الملك البالغ من العمر 75 سنة والمنهك بسبب مشاكل صحية متكررة، عن العرش. وفي كانون الثاني (يناير)، ظهر اسم راخوي في لائحة نشرتها صحيفة «إل باييس» وتشمل مستفيدين محتملين من قبض مبالغ مالية سراً. ورد رئيس الوزراء مؤكداً انه لم يتلق يوماً أي مبلغ من المال سراً، ونفى في خطاب أمام النواب الثلثاء أن يكون الفساد في إسبانيا «معمماً». حتى انه نشر في 9 شباط بياناً بمداخيله وميراثه.