استدعت إحدى المحاكم الإسبانية إناكي أوردانغارين، دوق بالما وصهر ملك إسبانيا خوان كارلوس، للمثول أمامها في السادس من شهر فبراير/شباط المقبل ليواجه تهمة تبديد المال العام الممنوح لمؤسسة غير ربحية كان يديرها بين عامي 2004 و2006. وقالت مصادر المحكمة، ومقرُّها في بالما، عاصمة جزيرة مايوركا الإسبانية، إن التحقيق جارٍ حاليا مع أوردانغارين، وهو زوج ابنة ملك إسبانيا الصغرى إنفانتا كريستينا، والتي تُعرف بلقب الأميرة كريستينا. إلاَّ أن الدوق، وكان أحد نجوم لعبة كرة اليد في إسبانيا قبل زواجه من الأميرة كريستينا، نفى كافة التهم الموجَّهة إليه. لكن وسائل الإعلام الإسبانية قالت إن أوردانغارين متَّهم بتحويل جزء من مبلغ ال ستة ملايين يورو (8 مليون دولار أمريكي) التي كانت قد أُرسلت من قبل حكومات محلية إلى معهد "نوس" غير الربحي من أجل تنظيم فعاليات رياضية. وانتشرت مزاعم بأن جزءاً من ذلك المبلغ انتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى شركات كان يديرها الدوق البالغ من العمر 43 عاما. اقتحام "نوس" وقد قامت الشرطة باقتحام معهد "نوس" وفتشت الوثائق لتجد أن هناك مبلغ مليون يورو (حوالي 1.3 مليون دولار) ناقصاً من الحسابات، وأن 300 ألف يورو (حوالي 400 ألف دولار) من ذلك المبلغ جرى تحويلها إلى مصارف خارج إسبانيا. كما أن الفعاليات الرياضية التي يجري التحقيق بشأنها جرى تنظيمها بالفعل بين عامي 2004 و2006، وأن الدوق تنحَّى عن إدارة المعهد المذكور في عام 2006. وبينما يصر أوردانغارين على نفي قيامه بأي مخالفات، فهو يعرب في الوقت ذاته عن أسفه حيال "الضرر" الناجم عن القضية برمَّتها. وكان متحدِّث باسم أوردانغارين قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الدوق اتَّفق مع القصر الملكي على ألاَّ يشارك في أي مهام رسمية طوال الفترة التي يتواصل فيها التحقيق بالقضية. رد الأسرة المالكة بدورها ردَّت الأسرة المالكة على المزاعم بشأن ضلوع الدوق بالفساد بإعلانها بأنها سوف تميط اللثام عن التفاصيل الكاملة المتعلِّقة بميزانيتها السنوية. وقد كشفت الأسرة المالكة الأربعاء بالفعل عن تفاصيل حساباتها، أي قبل يوم واحد من صدور التُّهم بحق أوردانغارين، تلك الاتهامات التي لم يُكشف عن تفاصيلها بعد. وقد صدر عن القصر الملكي بيان جاء فيه أن نشر تفاصيل الميزانية السنوية للأسرة المالكة جاء متماشيا مع الشفافية ومتَّسقا مع روح العصر التي تنعم بها إسبانيا. مقارنة ومقارنة بالعائلات الملكية الأوروبية الأخرى، فإن العائلة المالكة في إسبانيا معروفة بقدرتها على حماية أسرارها. كما أن الملك خوان كارلوس ينظر إلى القضية باعتبارها انتهاكا لواحدة من القواعد التي لا يمكن مناقشتها في العائلة: الانخراط في الأعمال التجارية. يُشار إلى أن أوردانغارين كان يحظى بالاحترام في إسبانيا باعتباره الصهر المثالي للعائلة المالكة التي أصبح مصدر إحراج لها في أعقاب توجيه التهمة إليه بالخداع وباختلاس المال العام. وكان أوردانغارين قد تزوَّج الأميرة كريستينا عام 1997 بعد أن التقاها قبل ذلك بسنة خلال الألعاب الأولمبية في مدينة أطلنطا الأمريكية.