أقر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن «نشر ثقافة الوسطية والاعتدال في المجتمع مهمة صعبة تحتاج إلى جهود كبيرة وصبر طويل»، داعياً مؤسسات المجتمع السعودي للمشاركة بجهودها مع المركز في نشر هذه الثقافة. وقال ابن معمر - في حفلة تدشين أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، التي أقيمت اليوم (السبت) في مقر الأكاديمية في مدينة الرياض -: «مهمة نشر ثقافة الحوار وإقناع المتشددين بالوسطية والاعتدال صعبة وتشبه النقش على الحجر، تحتاج على الكثير من الصبر والتكاتف بين مؤسسات المجتمع»، لافتاً إلى أن من أهداف الأكاديمية «التصدي إلى استطلاعات الرأي التي تتناولها وسائل الإعلام الخارجية بطريقة مسيئة وتستقيها من مصادر مشبوهة». وأوضح أن المركز «يحاول بكل جهوده تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أن يدخل الحوار إلى كل بيت من بيوت أفراد المجتمع، مشيراً إلى أهمية المملكة الدينية والاقتصادية والسياسية وأن الحوار سيبقى هدفاً وطنياً كبيراً. وأضاف أن المركز لديه أهدافاً قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، وبتوجيه من لجنته الرئاسية خصص هذا العام للحوار حول مراجعة وتقويم أداء المركز. وأوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان أن مشروع تأسيس الأكاديمية «يتفق مع الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها المركز، ومن أهمها نشر ثقافة الحوار»، مبيناً أنه «بعد مرور نحو تسعة أعوام من تأسيس المركز استطاع تدريب نحو مليون مواطن ومواطنة، وتأهيل أكثر من 2800 مدرب ومدربة، في نحو 48 مدينة ومحافظة في المملكة». وأشار إلى أن الأكاديمية «ستكون بيت الخبرة الأول في نشر ثقافة الحوار وطنياً وإقليمياً من خلال التدريب واستطلاعات الرأي العام، وستكون رسالتها هي تنمية معارف وقدرات ومهارات أفراد المجتمع على الحوار، وإجراء استطلاعات الرأي العام، لتعزيز التواصل بين المجتمع ومؤسساته، بما يسهم في صناعة القرار». وأضاف: «لقد كان العمل متواصلاً ومنذ فترات طويلة لإنجاز هذا الصرح الحضاري الذي سيسهم في تدعيم مسيرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الخاصة بنشر ثقافة الحوار ومهاراته وقيمه الداعية إلى التسامح والوسطية والاعتدال، وتقبل الآخر وتعزيز ثقافة الحوار كأسلوب حضاري».