أعرب الكاتب المصري يوسف زيدان عن اعتقاده بأن التحقيق معه بتهمة إثارة الفتنة وازدراء الأديان، يأتي في إطار استهداف حرية الفكر والإبداع. ووصف زيدان استدعاء نيابة أمن الدولة العليا إياه للتحقيق معه الثلثاء الماضي، ب «بالمهزلة». وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أنه تسلم تقرير مجمع البحوث الإسلامية الذي يتضمن اتهامات عدة تخضعه للعقاب في حال إدانته بموجب القانون الجنائي، ليتسنى له الرد على ما ورد فيه. وعلى ضوء الرد يتم استئناف التحقيق معه في غضون شهر. وكانت نيابة أمن الدولة العليا في مصر، استدعت صاحب رواية «عزازيل»، الفائزة بجائزة «البوكر» العربية الثلثاء الماضي بناء على طلب مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، وقد رأى في كتابه «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني» الصادر عام 2009 عن دار «الشروق» في القاهرة، ما يستوجب اتهامه جنائياً. وتساءل زيدان: «أين هي تلك الفتنة الطائفية التي يقولون إن الكتاب أثارها، وما الذي استندوا إليه ليتهموني بازدراء الأديان؟». وفي هذا الكتاب يتتبع زيدان أهم الأفكار، التي شكلت تصور اليهود والمسيحيين والمسلمين، لعلاقة الإنسان بالخالق، ومن ثم، كيف توجه علم اللاهوت المسيحي، وعلم الكلام الإسلامي، إلى رؤى لاهوتية يصعب الفصل بين مراحلها. ويناقش الكتاب، ويحلل ويقارن ويتتبع، كما يقول زيدان، تطور الأفكار اللاهوتية على الصعيدين المسيحي والإسلامي. والغاية إدراك الروابط الخفية بين المراحل التاريخية التقليدية، المسماة بالتاريخ اليهودي والتاريخ المسيحي والتاريخ الإسلامي!