بعد تأخير وطول تأجيل إثر أزمة رواية «عزازيل» التي حصدت هذه السنة الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر»، أصدرت دار «الشروق» في القاهرة كتاباً جديداً للكاتب يوسف زيدان عنوانه «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني»، ويتوقع أن يثير جدلاً، على غرار ما أثارته «عزازيل». وكان من المقرر أن يصدر هذا الكتاب قبل نحو سنة، لكنّ الصخب الذي أحدثته رواية «عزازيل»، لا سيما بعد حصولها على جائزة «بوكر»، وتوالي صدور طبعاتها التي بلغت ست عشرة طبعة في أقل من عامين، كانا السبب وراء تأجيل دار «الشروق» نشر «اللاهوت العربي». الكتاب الجديد يشتمل على مقدمة طويلة يُعيد فيها زيدان الذي يشغل منصب مدير مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية النظر في مفاهيم أساسية تتعلق بالديانات التوحيدية الثلاث الكبرى (اليهودية والمسيحية والإسلام) وبالتصورات المرتبطة بها، مثل: سماوية الدين، مقارنة الأديان، ارتباط الدين بالتدين والعنف. ثم تستعرض فصول الكتاب جذور الإشكال اللاهوتي الخاص بتصور التوراة للإله وللأنبياء، ومحاولة الخروج المسيحي من الإشكال اليهودي، وهي المحاولة التي أدّت إلى أزمات لاهوتية عدة ما بين الفهم العربي للديانة المسيحية، والفهم المصري/اليوناني لطبيعة المسيح. ويقدم يوسف زيدان في الفصول الأخيرة من الكتاب تصوراً ثورياً لعلاقة علم العقيدة (علم الكلام الإسلامي) باللاهوت المسيحي العربي الذي ظهر على يد آريوس ونسطور وسواهما من رجال الكنيسة الذين عاشوا في منطقة انتشار الثقافة العربية (الهلال الخصيب: سورية والعراق) قبل ظهور الإسلام بقرون. وفي خاتمة الكتاب يقدم يوسف زيدان نظريته الخاصة بارتباط العنف والدين والسياسة، مؤكداً أن «العلمانية خرافة» لأنه لا يمكن تصوُّر الدين من دون سياسة، أو تصور سياسة بعيدةً عند الدين! وستقيم دار «الشروق» حفلة لمناسبة صدور «اللاهوت العربي»، في 23 الجاري في مكتبتها، بحضور المؤلف ولفيف من المفكرين والأدباء.