شهدت مقاعد نادي الشرقية الأدبي أخيراً عودة عدد من الوجوه الغائبة عن فعالياته، منذ تعيين أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، وذلك في أمسية قصصية شارك فيها القاصان عبدالجليل الحافظ و عبدالله الدحيلان، وأدارتها الكاتبة سكينة المشيخص. كما شهدت حضور عدد من مثقفي محافظة الأحساء. وتسبب الدحيلان في إحداث موجة من التصفيق، عندما افتتح الأمسية بالدعاء ل«أدبي الشرقية» بقوله: «عجّل الله بالفرج». وعقّب عليه رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، بأن تمنى «ألا تتسبب أحداث النادي الأخيرة في عدم التفاؤل بمستقبل النادي، فهو رمز للثقافة على رغم العثرات التي تعرض لها»، داعياً المثقفين إلى «الالتفاف حول النادي والوقوف معه، بغض النظر عن الأسماء التي تديره». وفي تعليق للدحيلان حول حديث الشهري، قال: «لا شك أن هذا النادي هو نادي المثقفين، وأن التفاؤل موجود، وكل الأمل أن يكون هناك موقف جاد لحل أزمة النادي من المثقفين، وأن يكون هناك فصل بينها وبين قضية وزارة الثقافة والإعلام مع مجلس الإدارة السابق، فهي خاصة بينهما لا دخل للمثقفين بها». بدوره، لم يتمالك الشاعر محمد الجلواح نفسه من كثرة ترديد مديرة الأمسية، لكلمة «OK» عند تقديم الضيفين، إذ طالب في مداخلته «أن تراعي مديرة الأمسية أننا في ناد أدبي يعلي من قيمة اللغة العربية، لذلك حبذا لو تنبهت لهذه النقطة في المرات المقبلة». وقدّم القاص عبدالله الوصالي قراءة نقدية لنصوص القاصين، واعتبر أن نصوص الحافظ «تمثل الحال العربية عبر الحديث عن الانقلابات والحروب التي تلي بعضها البعض»، ملمحاً إلى وجود «حال من الجاهلية، تعرضت لها النصوص»، كما سأل الروائي والصحافي محمد المرزوق الحافظ عن غياب الأسماء عن نصوصه، إضافة إلى ما اعتبره حشواً في قصصه، فرد الحافظ، «ظاهرة غياب الأسماء تشير إلى حال إنسانية عامة، وهي سمة منتشرة في القصص العالمية، لتجاوز محدودية الزمان والمكان، وهذا تكنيك استخدم في المدرسة الروسية»، كما نفى بدوره وجود حشو في قصصه، مؤكداً في رده على تساؤل للجلواح عن إمكان تحوله إلى شاعر في يوم ما، بقوله: «إن المثقف الذي يتنقل من مكان إلى آخر لا يملك شيئاً». وكان الحافظ قدم مجموعة من القصص، هي: «مشط الأنبوس» و «المهنة العربية الأسمى» ومجموعة من القصص القصيرة جداً، فيما قرأ الدحيلان ثلاث قصص، هي: «أنا الملك» وهي عنوان مجموعته القصصية التي صدرت عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي، و«الأوبة» و«فتور».