سألت «الحياة» اختصاصياً في الطب النفسي، عن الدوافع المحتملة لتنفيذ جرائم حرق المساجد، فلم يستطع الجزم بتشخيص الحالة قبل «المعاينة السريرية»، غير أنه قال، بعد أن اشترط عدم الكشف عن هويته: «إن أقرب توصيف لحاله هو «الفصام الزوراني»، وهو مرض يؤدي إلى وجود اعتقادات غير مبنية على الواقع (أوهام)، وسماع أصوات غير حقيقية (هلوسة سمعية)». وأوضح الاستشاري، أنه «عند الإصابة ب «الفصام الزوراني»، قد تكون قدرة الاضطراب على التفكير والقيام بما عليه في الحياة اليومية أفضل من الأنماط الأخرى للفصام. وقد لا يعاني من مشاكل في الذاكرة والتركيز وفتور العاطفة»، مستدركاً أن «الفصام الزوراني» قد يؤدي إلى مضاعفات عدة، منها إيذاء النفس أو الغير». وعن إمكانية أن يقوم مضطرب بالتخطيط لجريمته وحرق 5 مساجد خلال يومين، ما يستدعي حضوراً ذهنياً، قال الاختصاصي: «إن ذلك ممكن، فالمصاب ب «الفصام الزوراني»، عند الجلوس معه للوهلة الأولى، قد لا تظهر عليه أعراض المرض. وتكون لديه القدرة على التركيز والتخطيط». إلا أنه استدرك أن «الجزم بإصابته بالمرض صعب، ما لم يخضع لفحص سريري، والحصول على التاريخ المرضي بالكامل من الأسرة». وتقوم آلية فحص الاضطراب عند الجناية، على أن «يحال الشخص إلى مستشفى الصحة النفسية، ما لم يكن هناك حكم شرعي يقضي بأن يكون مسؤولاً عن تصرفاته أم لا. ففي الحالة الأخيرة يُحال إلى اللجنة المحلية النفسية في الطائف، بحكم الاختصاص. يذكر أن المتهم استهدف مساجد مفتوحة، فكان يقوم بجمع مصاحف المسجد، وتكويمها في المحراب، ثم يقوم بإضرام النار فيها، والهروب من المسجد. وبدأ الحرق ظهر السبت، في حي الخالدية (غرب المدينة). ثم انتقل لحرق مسجد آخر، بعد صلاة المغرب، في حي البلدية (شرق). فيما أحرق بعد منتصف الليل، بالطريقة ذاتها مسجداً في حي السليمانية (شمال شرق). ثم قام بحرق مسجد بعد صلاة فجر أمس، في حي المحمدية (شمال غرب). وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في الشرقية المقدم عمار مغربي، أن «غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت 5 بلاغات عن نشوب حريق داخل مساجد»، لافتاً إلى أن الحريق عبارة عن «تجميع القرآن الكريم باتجاه القبلة (في المكان الذي يصلي فيه الإمام)، وإشعال النار فيها». وطالب فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والمساجد في محافظة حفر الباطن، أئمة المساجد، ب «إغلاقها، بعد الانتهاء من أداء الفرائض، خوفاً من تعرضها إلى الحرق». فيما تمت صيانة المساجد، التي تعرضت إلى الحرق. وأوضح مدير الأوقاف والدعوة والإرشاد في حفر الباطن الشيخ مطارد العنزي، أنه تم «التنبيه على منسوبي المساجد بالمتابعة، ورفع أي ملاحظة يتم مشاهدتها إلى الفرع على الفور. فيما تم تسليم المساجد إلى الجهات الأمنية، بحكم الاختصاص».