كشف مدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض اللواء سعيد البيشي أن 11 امرأة أُدخلن إلى المركز ل«تصحيح أفكارهن المتطرفة وعقيدتهن، عبر قسم المناصحة النسوية». وأكد اللواء البيشي أن السجون السعودية «خالية من النساء». وقال: «لدينا امرأة واحدة صدر بحقها حكم شرعي بالسجن، وهي الآن تقضي محكوميتها في منزلها خارج السجن». وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أصدرت حكماً شرعياً بالسجن على امرأة تلقب ب«سيدة القاعدة» بالسجن 15 عاماً، ومنعها من السفر 15 عاماً بعد خروجها منه، بعد إدانتها بتهمة الانضمام إلى تنظيم القاعدة. وأوضح اللواء البيشي خلال زيارة المشاركين في أعمال المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مركز مكافحة الإرهاب أمس لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض أن المركز أضاف قسماً خاصاً بالمناصحة النسوية، تعمل فيه نساء مؤهلات ذوات علم أكاديمي، وتمت مناصحة 11 امرأة، ثلاث منهن في منطقة الرياض، وسبع في منطقة مكةالمكرمة، وواحدة في منطقة عسير. وأشار إلى أن المركز ناصح 22 أسرة ممن هم خارج السجن، بعد أن تبين وجود خلل لدى بعض أفرادها، ربما يؤثر في الأبناء، وهو ما دعا المركز إلى عقد زيارات في المنازل لمناصحتهم». وقال مدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إنه تمت مناصحة أشخاص من 51 جنسية مختلفة كانوا مقيمين في السعودية، من خلال 13 دورة و26 ملتقى و73 ندوة و220 خطبة و840 رسالة و1200 محاضرة. ولفت اللواء البيشي إلى إقامة 8916 جلسة مناصحة فردية، اجتازها نحو 92 في المئة، في حين لم يستفد 7.5 في المئة منها، بل رفضوا مقابلة الناصحين، فيما رفض 0.5 في المئة دخول المركز لمناصحتهم. وأضاف: «نواجه بعض المشكلات مع المتشددين، إذ رفض 13 شخصاً المناصحة، ونحن نعتمد على التكرار وتغيير الناصحين من الشخصيات الدينية، ونوظف الجانب النفسي والاجتماعي في عملية المناصحة، ثم عرض بعض المواد الإعلامية الدينية عبر الإذاعة والتلفزيون التي تبث لهم داخل السجن، وعرض بعض الكتب على الشخص الرافض». وذكر أن المركز استقبل 2066 من التائبين من الداخل، وكذلك 12 دفعة من الخارج تتضمن 120 شخصاً ممن تسلمتهم المملكة من أميركا بعد إطلاق سراحهم من معتقل «غوانتانامو»، وقدم المركز لهم برامج مكثفة لمناصحتهم ورعايتهم وتأهيلهم داخل وخارج السجن. لكن 22 عائداً من «غوانتانامو» لم يستفيدوا من برامج المناصحة، إذ هلك اثنان، أحدهما في مواجهة أمنية، بينما يقبع 13 آخرون في السجن، ولا يزال سبعة أشخاص مطلوبين للأجهزة الأمنية». وأضاف: «أن كثيراً من الشباب يسألون عن حرمة انضمام المملكة إلى المنظمات الدولية، وعملنا على توضيح ذلك عبر دروس متعددة، حتى تمكنا من تصحيح المعلومات لهم». ونوه اللواء البيشي إلى ما يعيشه كثير من الشباب مما سماه «حالاً من العزلة والانغلاق»، مضيفاً: «يعمل المركز على كسر هذا الانغلاق، ولا سيما أن المركز يستخدم في تعاملاته كلمة (مستفيد) نسبة إلى استفادة الشخص من المركز، بدلاً من كلمة (سجين)». وأضاف أن إجراءات عرض الموقوفين على مركز المناصحة، تبدأ من حيث تنتهي إجراءات التحقيق الأولية مع الموقوف، وتصديق أقواله في المحكمة، ويتم بعد ذلك عرضه على المركز»، مشيراً إلى أن 220 شخصاً يعملون داخل المركز، من بينهم 131 من الدعاة والناصحين. وأضاف: «استفاد 3360 شخصاً بعد خروجهم من المركز عبر مساعدات قُدمت إليهم، من بين تلك المساعدات: 189 مساعدة زواج، و330 شخصاً أعيدوا إلى وظائفهم السابقة. و1493 مساعدةً علاج، و177 شخصاً قُدمت إليهم تسهيلات في وظائف جديدة، و2354 شخصاً قُدمت إليهم مساعدات مالية». ولفت إلى أن الكلفة الإجمالية للمركز في الرياضوجدة، بلغت نحو 144.2 مليون ريال، كما سيتم العمل على إنشاء ثلاثة مراكز أخرى في المملكة خلال الفترة المقبلة. من جهة أخرى، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو المناصحة في المركز الدكتور محمد الفيفي إن المهمة التي أوكلت إليهم شاقة، لأنها تتعلق بقناعات وأفكار ومفاهيم، وسبب انحراف الشباب نحو الفكر المتطرف يتلخص في أمور عدة، من بينها استغلال العاطفة الدينية، وتضخيم أخطاء الحكومة وأصدقاء السوء والإنترنت.