عقد الرئيس المصري حسني مبارك في واشنطن أمس سلسلة اجتماعات مع أركان الإدارة الأميركية عشية لقائه الرئيس باراك أوباما، في ظل تشديد أميركي على «الدور المركزي» الذي تلعبه القاهرة في دفع جهود السلام وتقريب وجهات نظر الأطراف المتنازعة، «وتسهيل انطلاق المفاوضات بناء على قاعدة تجميد الاستيطان، وإلحاقه بخطوات عربية». وفي ثاني أيام زيارته الأولى للولايات المتحدة منذ العام 2004، التقى مبارك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقر إقامته في فندق «فور سيزونز» لمدة ساعة، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً مع نائب الرئيس جوزيف بايدن، قبل أن يجتمع مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ومدير الاستخبارات الوطنية دنيس بلير ومساعدين بارزين لكلينتون. وعقد لقاء موسعاً مع ممثلي منظمات يهودية أميركية حضهم خلاله على تبني خيار السلام. ويلتقي مبارك وأوباما اليوم للمرة الثالثة في اجتماع على ثلاث مراحل، يبدأ بخلوة بين الزعيمين ومن ثم مؤتمر صحافي مقتضب، يليه غداء واجتماعات مطولة مع مساعدي أوباما في حضوره والوفد المصري الذي يضم وزراء الإعلام أنس الفقي والمال يوسف بطرس غالي والتجارة رشيد محمد رشيد والخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن واشنطن «تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع مصر وتقويتها على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف»، والتعاون في مسائل عدة، بينها «الدفع بعملية السلام، وحل النزاع العربي - الإسرائيلي، ومحاربة التطرف والارهاب». وأشار إلى أن الاجتماعات تطرقت أساساً إلى «الجهود الأميركية لإعادة إحياء عملية السلام، والخطوات التي يمكن أن يتخذها الجانب العربي للمساهمة في تعزيز المناخ الإيجابي للتفاوض». وكان مبارك قال في مقابلة نشرتها جريدة «الأهرام» المصرية أمس، إن الدول العربية لن تعترف بإسرائيل أو تطبع العلاقات معها إلا بعد «التوصل إلى السلام العادل والشامل». وأشار إلى أن تجربة مؤتمر مدريد «لا تشجع على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل». وشدد على أن بلاده لن تكون طرفاً في «مظلة دفاعية» أميركية لمواجهة إيران النووية «لأنها تعني قبول تواجد قوات وخبراء أجانب على أرضنا وهو ما لا نقبله، ولأن هذا الطرح ينطوي على قبول ضمني بوجود قوى نووية إقليمية، وهو ما لا نرضاه». وفي مقابلة مع قناة «بي بي أس» الرسمية الأميركية، دعا مبارك إيران إلى الكف عن التدخل في شؤون المنطقة. وأكد أن مصر تسعى إلى تضييق الفجوة بين حركتي «فتح» و «حماس»، لكن «ما يعرقل هذه الجهود هو نوع من التدخل الخارجي»، في إشارة إلى إيران. ورفض اتهام سورية بعرقلة جهود المصالحة وصفقة إطلاق الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت قائلاً: «لا أستطيع أن أقول إن سورية عرقلت الأمور... الأمور واضحة الاتصالات مع إيران واضحة هناك اتصالات دائمة بين إيران وحزب الله في لبنان وحماس في غزة». ووجه رسالة إلى القادة الإيرانيين مفادها «إذا كنتم تتذمرون من التدخل الخارجي في إيران أود أن أقول لكم لا تتدخلوا في شؤون دول عربية مثل لبنان من خلال حماس أو أطراف أخرى». وأكد أنه يفضل حلاً ديبلوماسياً للملف النووي الإيراني ودخول طهران المفاوضات مع الولاياتالمتحدة. وإذ أشاد بأوباما، انتقد سلفه جورج بوش، مؤكداً أنه لم يزر واشنطن منذ العام 2004 لأنه لم يكن مرتاحاً لسياسيات الإدارة السابقة.