اتهم النائب عن حركة «حماس» صلاح البردويل وزارة الخارجية البلغارية بمحاولة استغلال الانقسام الفلسطيني «لدقّ الأسافين» بين الفلسطينيين، وإظهار بأن ترحيل وفد «حماس» المؤلف منه ومن النائبين إسماعيل الأشقر ومشير المصري، «تم بعد اتصال وزير الخارجية البلغاري بوزير الخارجية في (حكومة السلطة الفلسطينية) رياض المالكي». وقال في مؤتمر صحافي عقده في معبر رفح فور وصوله أمس، إن الوفد التقى السفير الفلسطيني في العاصمة البلغارية صوفيا، أحمد المذبوح الذي رحب بالوفد، و «لم يظهر أي رفض أو احتجاج على زيارتنا أو لقاءاتنا». واستهجن ترحيل الوفد على يد الأمن البلغاري، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على هذا الأمر. وقال إن «الوفد تلقى دعوة من مركز الشرق الأوسط للدراسات في العاصمة البلغارية لزيارة البلاد وإجراء عدد من اللقاءات الشعبية والرسمية والنيابية». وأضاف أنه تم استقبال الوفد في شكل لائق في صوفيا، والتقى عدداًَ من البرلمانيين، وقادة الأحزاب، ووسائل الإعلام، وطلاب من جامعة صوفيا، وسفراء عدد من الدول. وأوضح أن الوفد فوجئ في اليوم الثالث من الزيارة ب «حجم الضغوط في اليوم الثالث من قبل الجهات الأمنية البلغارية ووسائل إعلام محلية على منظمي هذه اللقاءات الذين لم يأبهوا في البداية لهذه الضغوط، لكن الأمر وصل إلى حد التهديد الأمني بعد ذلك». وأشار إلى أن الوفد قرر في أعقاب ذلك تقليص مدة الزيارة ومغادرة البلاد، قبل أن يقتحم رجال الأمن البلغاريون غرف أعضاء الوفد ويطلبون منهم المغادرة بقرار من أعلى المستويات في بلغاريا. واستهجن «هذا التصرف تجاه نواب ممثلين للشعب الفلسطيني يحملون الحصانة»، واصفاً ما جرى بأنه «إهانة ونقطة سوداء على من اتخذ القرار». واعتبر أن ترحيلهم «مخالف لكل القوانين والأعراف الديبلوماسية في حق من دخلوا البلاد في شكل شرعي ويتمتعون بحصانة ديبلوماسية». وطالب الحكومة البلغارية بالاعتذار عما جرى، معتبراً أنه «يظهر مدى التناقض الواضح بين المواقف العملية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي، وبلغاريا أحد أعضائه، على الأرض وبين ما يتشدق به حول الديموقراطية». واعتبر أن «العالم يعيش أزمة أخلاقية حقيقية، ففي حين يتاح المجال للاحتلال وروايته ويدعم في ظلمه وجرائمه، يحظر على الفلسطيني أن يقدم قضيته». وقال: «سنواصل العمل على الصعد كافة لإظهار قضيتنا وإثبات عدالتها في مواجهة الظلم والاحتلال». وأشار إلى أن «وضع حماس على قائمة الإرهاب الدولية في أوروبا وأميركا فيه الكثير من الدجل والظلم، في حين أن الاحتلال يمارس الجرائم في حق الشعب الفلسطيني ولا يحاسب أو يعاقب بل تفتح له الأبواب».