تدرس واشنطن حلولا تعتبرها "خلاقة" لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين في عملية السلام صائب عريقات أن الجانب الفلسطيني مصمم على عدم المشاركة في أي مفاوضات مع إسرائيل قبل صدور قرار بتجميد عمليات البناء الاستيطاني بصورة كاملة. وأضاف في تصريحات أذيعت بالولايات المتحدة أول من أمس "لن يتمكن أوباما خلال زيارته المرتقبة لرام الله من تغيير موقفنا الثابت بأنه لا تفاوض بدون تجميد المستوطنات. زيارة أباما هي بالتأكيد حدث مهم ونأمل أن ينجح في حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الإعلان جهارا على موافقته على حل الدولتين على أساس حدود 1967، ووقف الأنشطة الاستيطانية حتى يتسنى لنا التفاوض". وحول احتمالات أن يطلب أوباما من الفلسطينيين القبول ببدء التفاوض بصورة مؤقتة على أن يلي ذلك وقف الاستيطان، قال عريقات "قبلنا بذلك 20 عاما ولم نصل إلى شيء". ويعني هذا الرفض الفلسطيني الحاسم أن خطط إدارة أوباما ببدء المفاوضات في سياق زيارته المقبلة لإسرائيل والضفة الغربية تواجه فشلا مؤكدا. فمن المستبعد أن يوافق نتنياهو على تجميد الاستيطان، وأيضا من المستبعد أن يوافق الجانب الفلسطيني على تجميد البناء الاستيطاني خارج حدود المستوطنات الراهنة بسبب الاتساع الجغرافي الهائل لحدود المستوطنات القائمة على نحو ما رسمته إسرائيل لنفسها. من جهة أخرى، أقدم الأمن البلغاري على طرد وفد برلماني من حركة حماس من العاصمة صوفيا بعد أن كان وصلها بطريقة مشروعة الأربعاء الماضي بدعوة من مؤسسة بلغارية غير حكومية. وأكد وفد حماس أنه دخل بلغاريا وهي عضو بالاتحاد الأوروبي بشكل رسمي قبل أن يصل الأمن البلغاري إلى فندقهم صباحا ويبلغهم بضرورة الرحيل فورا، حيث تم اصطحابهم في سيارات للمطار استعدادا لانتقالهم إلى تركيا. وقالت حماس إن "قوات الأمن البلغارية اقتحمت مقر الوفد البرلماني قبل انتهاء زيارته بثلاثة أيام، وأجبرته على المغادرة فورًا، بحجة الضغوط الصهيونية". وأضافت "اقتحام المقر جاء رغم أن الوفد دخل بشكل رسمي وأجرى عدة لقاءات رسمية وشعبية خلال الأيام الماضية". وكان الوفد البرلماني الذي يضم المهندس إسماعيل الأشقر رئيساً، والدكتور صلاح البردويل، ومشير المصري وصل بلغاريا في زيارة هي الأولى من نوعها الأربعاء الماضي، وأجرى سلسلة لقاءات منذ زيارته. وأوضح بيان للخارجية البلغارية أن مسؤولة بالوزارة التقت السفير الفلسطيني بصوفيا أحمد محمد المذبوح وأبلغته أن صوفيا "لا تقيم أي علاقة مع حماس المدرجة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية". وأن الاتصالات الرسمية مع السلطة الفلسطينية هي اتصالات مباشرة وتمر بالحكومة في رام الله وبالسفارة الفلسطينية في صوفيا". إلى ذلك، استمرت النشاطات التضامنية بالشارع الفلسطيني مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وطالب المحتجون بالإفراج عن الأسرى فورا في إطار نشاطات "جمعة كسر الصمت". وحذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزَّت الرَّشق، الاحتلال "من مغبّة الاستمرار في ممارسة جرائمه ضد أسرانا الأبطال وخصوصاً المضربين عن الطعام منهم، محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحياتهم". ودعا الرشق مصر بصفتها راعي صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى للضغط على الاحتلال للالتزام بشروط الصفقة، ووقف أية اعتقالات بحق الأسرى المحررين، داعياً في الوقت ذاته جماهير شعبنا الفلسطيني إلى التضامن معهم ودعم صمودهم.