إذا كانت الأخطاء الطبية مرفوضة بالجملة، فهي يجب أن تصنّف أيضاً، لمعرفة مدى فداحة المآسي التي توقعها على الضحايا وأهليهم، فمنها ما هو قاتل أو أسوأ، إذ حكم مستشفى جازان العام أخيراً على فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً بالموت في اليوم ألف مرة، بعد أن نقل إليها دماً ملوثاً بفايروس الأيدز. وفيما طالب قريب للفتاة ومواطنون في المنطقة بعدم السكوت عن مثل هذه الأخطاء الطبية الكارثية والمتكررة، وجّه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بالتحقيق العاجل في قضيتها، وموافاته بتقارير عاجلة عن حال الفتاة ومحاسبة المتسبب. وأوضح أحد أقارب الفتاة العشرينية (ر. ع .ح) التي تسكن إحدى قرى جازان، أن الفتاة كانت تعاني من أنيميا، وتم نقلها لمستشفى جازان العام، فتم إعطاؤها دماً ملوثاً بفايروس الأيدز، الأمر الذي استدعى نقلها عاجلاً لمستشفى الملك فهد المركزي في المنطقة. وبحسب مصدر مطلع في صحة المنطقة فإن الحال ليست جديدة، بل من السابق، وأن هناك أخطاء كثيرة وكبيرة ستظهر قريباً. وذكر المحامي عبدالله الزمامي أن هذه جريمة إنسانية في حق الفتاة، وتختص بها وزارة الصحة لتحال للهيئة الطبية الشرعية لمعاقبة الطبيب أو الفريق الطبي الذي ارتكب هذا الخطأ الكبير مادياً ومعنوياً، مشيراً إلى أنه يجب توقيف الطبيب المتسبب عن الخطأ ومنعه من السفر ويحال للجنة الشرعية والمحاكمة. فيما ذكر رئيس هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير الدكتور هادي اليامي، أن الصحة حق من حقوق المواطن والمقيم، وحق الصحة أن تقدم وفق ضوابط وتعليمات وأسس يجب أن تراعى، مشيراً إلى أنه سيحاسب كل من خالف أو أخطأ وتسبب في ضرر لأي مريض. من جانبه، ذكر استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي، أنه منذ أكثر من عشرة أعوام وهناك تشديد على عدم تبرع من به أمراض، وأن هناك مختبرات سريعة لكشف فايروس الأيدز، لافتاً إلى أن هذه القضية تعتبر جريمة قتل من الدرجة الثانية، ولا بد من التعويض المادي والمعنوي للفتاة وقال: «حكم عليها بالموت من جميع النواحي اجتماعياً ونفسياً وبدنياً، لأن صديقاتها وقريباتها لن يقتربن منها، كما حكم عليها بالعنوسة، وحتى في العمل لن تقبلها أية جهة، وأطالب وزارة الصحة بتعويضها براتب شهري مدى الحياة لأنها ضحية خطأ طبي يتحملون تبعاته»، وأضاف: «الفايروس يسبب اكتئاباً ويهاجم خلايا المخ وقد يسبب الانتحار». وأوضح المتحدث الرسمي باسم صحة منطقة جازان محمد الصميلي، أن وزارة الصحة منعتهم من التصريح في ما يخص هذه القضية، إلا أنه تمت اتصالات في شأنها بين وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ومدير الشؤون الصحية في المنطقة حمد الأكشم، كما أن الأخير ذكر ل«الحياة» أن من تسبب في الخطأ يجب أن يتحمل مسؤوليته وتبعات ما ارتكبه، فيما لم يرد المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مرغلاني على الاتصالات المتكررة.